زاد الاردن الاخباري -
قالت صحيفة واشنطن بوست إن الرئيس الأميركي جو بايدن يواجه ضغوطا متزايدة من القادة الديمقراطيين لإعادة النظر في ترشيحه للرئاسة.
وقد التقى به كبار الديمقراطيين في الأيام الأخيرة لنقل رسالة واحدة له تفيد بأن استمرار ترشيحه يضر بقدرة الحزب على السيطرة على أي من مجلسي الكونغرس العام المقبل، خاصة أن الرئيس السابق باراك أوباما يرى أن طريق بايدن نحو النصر قد تضاءل إلى حد كبير.
ولكن بعد أن ثبتت إصابة بايدن، الذي ظل يصر مع مستشاريه على أنه لن ينسحب من السباق، بفيروس كورونا وخضوعه للحجر الصحي في منزله، ماذا سيحدث إذا اتخذ قرارا استثنائيا بالانسحاب من السباق؟.
ترى الصحيفة أن انسحاب الرئيس من السباق سيجعل القادة الديمقراطيين في سباق مع الزمن لتوحيد فصائل حزبهم العديدة حول حامل لواء جديد أولا، ملقية الضوء على ما سيترتب على ذلك من أمور فورية.
من سيحل محل بايدن؟
ترى واشنطن بوست، في تقريرها الذي أعده 4 من صحفييها، أن كامالا هاريس، نائبة الرئيس، هي المرشحة الأكثر احتمالا لأن تحل محل بايدن على رأس القائمة، وقد أشار الكثيرون في الحزب بالفعل إلى أنهم سيقبلونها كمرشحة، حتى إن بايدن نفسه قال في مؤتمر صحفي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) إنه لم يكن ليختارها نائبة لو لم يكن يعتقد أنها مؤهلة للرئاسة منذ البداية.
غير أن ترشيح هاريس مكان بايدن ليس أمرا تلقائيا كما يحدث لو أنه استقال، بل إن للحزب الحرية في اختيار بديل مختلف، إذا أجمع أعضاؤه على مرشح آخر.
آلية اختيار المرشح الجديد
بحسب واشنطن بوست، يرجح معظم الديمقراطيين والإستراتيجيين أن تكون هاريس هي البديل، رغم أن ذلك ليس ملزما بالنسبة للمندوبين الذين سيختارون المرشح الرئاسي الذي يرونه مناسبا في المؤتمر الوطني للحزب.
أما إذا فشل الديمقراطيون في التوحد خلف شخص معين، فإن ذلك يعني إمكانية عقد مؤتمر مفتوح، وهو ما لم يتم منذ عام 1968، ويمكن أن يتلافاه الحزب بتقديم الدعم لشخص واحد قبل المؤتمر.
ما مدى سرعة اختيار المرشح؟
تقول الصحيفة إنه حتى لو وافق بايدن والحزب على بديل، فلن يكون المرشح الرسمي -كما تقول الصحيفة- إلا بعد أن يصوت المندوبون عليه، وربما تلجأ اللجنة الوطنية الديمقراطية إلى الدعوة لترشيحات افتراضية، وإلا فسيختار المؤتمر الوطني للحزب، المقرر يوم 19 أغسطس/آب، مرشحا جديدا.
من جانبه يقول بروفيسور السياسة في جامعة فرجينيا، لاري ساباتو: "“لقد انتهت الانتخابات التمهيدية، وانتهت المؤتمرات الحزبية. لا يمكنك إعادة الانتخابات التمهيدية أو المؤتمرات الحزبية. لا يمكنك انتخاب مندوبين جدد.”
في حين إذا تنحى بايدن جانباً قبل المؤتمر، فيمكن أن يحول المؤتمر نفسه إلى متاح للجميع أو على الأقل يجعله مليئاً بالطلبات التمهيدية.
وحينها يمكن طرح أسماء البدلاء ويمكن لما يقرب من 3900 مندوب ديمقراطي من جميع أنحاء البلاد أن يقرروا من سيصوتون له كمرشح. حيث فاز بايدن تقريبًا بجميع هؤلاء المندوبين البالغ عددهم 3900 في الانتخابات التمهيدية.
بينما إذا فازت نائب الرئيس كامالا هاريس بالترشيح، فمن المفترض أنها ستكون قادرة على استخدام صندوق حملة بايدن لأن اسمها موجود في جميع الملفات، ولكن قد يضطر أي مرشح آخر إلى جمع أمواله الخاصة.
ويقول الخبراء إنه في حالة الخروج غير المرجح للرئيس بايدن من السباق بعد المؤتمر الوطني الديمقراطي، فإن اللجنة الوطنية الديمقراطية ستجتمع وتختار المرشح الديمقراطي لمنصب الرئيس من تلقاء نفسها.
كاميلا هاريس في مواجهة ترامب؟
على الرغم من أن هاريس تبدو على نطاق واسع أفضل بديل لبايدن، فإن استطلاعات الرأي الأخيرة لا تظهر فرقا كبيرا بين مواجهتها للمنافس دونالد ترامب وبين مواجهة بايدن له.
إذ تفوق المرشح الجمهوري بما يقارب نقطتين، في معدل 11 استطلاعا أجرتها واشنطن بوست بعد المناظرة مع بايدن، وبنقطة ونصف نقطة على هاريس، ليبدو أن أداء هاريس أفضل قليلا من بايدن في 4 استطلاعات وأسوأ منه قليلا في 4 أخرى، ولا فرق بينهما في 3.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته واشنطن بوست وأي بي سي نيوز وإيبسوس هذا الشهر أن 44% من الأميركيين بشكل عام يقولون إنهم سيكونون "راضين" إذا تنحى بايدن وأصبحت هاريس المرشحة الديمقراطية، بما في ذلك 70% من الديمقراطيين والمستقلين ذوي الميول الديمقراطية.
وفي الاستطلاع نفسه، قدم 29% من الديمقراطيين والمستقلين ذوي الميول الديمقراطية هاريس كخيارهم لترشيح الحزب إذا تنحى بايدن، في حين ذكر 7% حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم، واختار 4% السيدة الأولى السابقة ميشال أوباما، و3% حاكمة ميشيغان غريتشين ويتمر.
مصير الأموال التي جمعها بايدن؟
وتضيف الصحيفة الأميركية أنه في حال انسحاب بايدن من السباق، فإن الأموال الموجودة في حساب حملته تعتبر "أموال حملة فائضة" يمكن أن تُقدم للجنة الوطنية الديمقراطية أو لجنة إنفاق مستقلة، أما إذا انسحب بايدن قبل أن يصبح المرشح الرسمي للحزب، فقد يضع ذلك قيودا على التبرع بهذه الأموال لمرشحين آخرين.