لا نجلب الذئب من ذيله، إن قلنا إن ما جرى نهاية الأسبوع من تعطيل للاتصالات وإرباك في قطاعات أهمها المواصلات، يفوق مكالمة الإفاقة و دق جرس الإنذار.
الصحوة من الغفلة الأهم هي الالتفات إلى أنفسنا، أسرتنا، من نحب ونعول، من نبذل من أجلهم كالأهل أو في سبيلها كالوطن والقضايا الكبرى من الغالي والنفيس.
ما كانت الدنيا وما فيها لتسوى شيئا لو طالت أو دامت تلك الحال، أيا كان تفسير خبراء الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي؟ ماذا لو أفقنا على بُعد قسري عن الوطن، أو عزلة قاهرة عن أحبائنا ومحبينا؟
تعمدت الفقرات القصيرة فيما سبق، علنا نتأمل تلك التساؤلات، فتكون الصحوة من الغفلة فرصة لمراجعة أمور كثيرة؟ كم منّا سيهاجر أو سيسافر إن حالت الظروف دون زيارة الوطن والأهل سنويّا، زيارتهم جميعا والأصدقاء والزملاء والجيران؟ زيارتهم وزيارة أكبر قدر ممكن من ربوع الأردن الحبيب، نهره المقدس وبحره الميت الزاخر بالحياة والراحة والصحة وخليجه الزاهر بكل تفاصيله، والبترا ووادي رم والسلط وأم قيس وعجلون وجرش ودرة التاج عمّان؟ كم منّا سيترك الدنيا وما فيها ويبحر لو جاعلا من ذراعيه مجاديف ومن راحتيه مغاريف لقطع النهار والبحار حتى ترتاح الروح وترتوي النفس العطشانة التعبانة والنازفة دما ودموعا، فتغرف من المَعين-المُعين، شربة لا تظمأ الروح من بعدها أبدا؟
كم خبير ولجنة وورشة وخلوة نحتاج، حتى نتعلم درسا قد يكون أقسى من كوفيد التاسع عشر، ذلك القاتل الغادر الخسيس الذي غيّب كبارا ممن نحب ونقدّر، كتب الله مقامهم في عليين.
الخَطْفة التي حدثت صادمة. لسنا بحاجة إلى دكتوراة متخصصة بالعلوم التقنية، لندرك أن ما من خَلْق يعلو على خلق الله سبحانه. الذكاء الاصطناعي كان وينبغي أن يبقى خادما مسخرا لمن سخّر الله سائر الكون لخدمته. لسنا بانتظار مؤتمر أو منتدى أو محفل تقني كان أم أمنيّا لنؤمل أن بلادنا أولى بخوادمنا «سيرفراتنا». كل ما خص المعلومات والبيانات من أشياء لا مكان لها إلا أرضنا «سيرفرات وكوابل» داخل حدود بلادنا خاضعة بالتمام والكمال لسيادتنا بكل برمجة وتحديث، من أول دقّة وحتى آخر نقرة ،»كْلِك»!
من قال إن الفضاء على رحابته مصان، أو السماء على زرقتها ليس فيها من له عوضا عن الناب «السيبراني» الأزرق ألف ناب ومخلب؟
ألو عمي، آالوو يا خالي، ترى «صدرك أوسع لسرك».. آاالووو يا قرابة ال «ويندو» اللي بيجي منّه الريح سكره واستريح! ترى «باب الحارة» التي أسموها القرية العالمية بابها كما حال باب النجّار مخلّع.. الوضع باختصار «بده» ضربة معلّم. «سترايك» يطيح فيها طوابق المتجمهرين، للفُرجة!