حكوماتنا المتعاقبة جيدة ولكن العيب في نظرنا لأنه منحرف بسببها

بقلم / سمر مشخوج



من قال أن حكوماتنا المتعاقبة سيئة وأنها لا تعمل لأجل الوطن وراحة المواطن .. كم كنا مجحفين بحق تلك الحكومات وكم ظلمناها بادعاءاتنا تلك . وأكاد اجزم أننا لا نمت للوطن بصلة لحقدنا على تلك الحكومات وظلمنا لها .

من قال أن حكوماتنا ليست أهلا لحمل المسؤولية بل على العكس هي بحجم المسؤولية وقادرة على خدمة الوطن بإخلاص وتفاني .

فكم نرى من ايجابيات لتلك الحكومات يغفل عنها الغالبية وتظهر بالكثير من الشواهد اليومية أمامنا ولكن ينقصنا قوة النظر لنراها جيدا .

فمثلا الحكومات قدمت لنا خدمة جليلة حين قامت بتعيين مسؤولين فاسدين عملوا في تجارة الأدوية التي أصبحت محرمة على المواطن العادي والذي بفضلهم أصيب بأمراض ضغط أو سكري أو تجلطات تسبب حرمانه من الدواء إلى الوفاة وبالتالي ساهمت الحكومات بتخفيف عدد السكان وتخفيف العبء عن كاهلها وتخفيف أزمة السير التي لا زال العالم المتحضر يعاني منها ولم يجد لها حلا وحكوماتنا بكل بساطة وبذكائها الخارق أوجدتها ..

والحكومات ساهمت بإيجاد تجار الأغذية والتي بسبب فساد تلك المواد وعدم صلاحيتها وغلائها لجأ المواطن لأكل بقايا الطعام من حاويات القمامة وبذلك خفف من العبء على الأمانة والبلديات بحيث خفت كمية المهملات في الشوارع وقلت الحاجة لعمال نظافة ووفر الكثير على خزينة الدولة بدل رواتب لهم , كما أنهم ساهموا في تقوية جهاز المناعة لدى المواطن الذي لم يعد يتأثر بأكل الطعام الملقى في الحاويات لان جسده قد اعتاد على أكل الطعام الفاسد !!

من قال أن الحكومات المتعاقبة سيئة في رفع الأسعار على العكس فهي قد فعلت خيرا حيث شجعت المواطن على الحفاظ على صحته بتخفيف كمية الطعام كيلا يصب بسمنة مفرطة وكولسترول ؟


من قال أن حكوماتنا سيئة وهي التي تعمل على راحة السائق حين تترك مياه الشرب تسقي الشوارع على مدار العام وبالتالي إن أتى موسم الشتاء خفت مشكلة الانزلاق وقلت نسبة الحوادث وبالمقابل ساعدت المواطن على عدم حصوله على هذه المياه للشرب لأنها رأت أن سلامته على الطريق أهم من صحته والتي بدورها شجعته على الاستعانة بالمياه المفلترة كي تحفظ عليه صحته من الجراثيم والميكروبات !!. فعلا حكومات مفخرة عجزت اليابان بذاتها أن تمتلك مثل حكوماتنا التي تواصل الليل بالنهار لخدمة المواطن وراحته !!

من قال أن حكوماتنا سيئة وهي التي أصدرت أمرا بإطفاء أنوار الشوارع ليلا حفاظا على جيب المواطن كيلا يبذر ماله في صرف البنزين وألزمته على الرجوع إلى بيته مبكرا ليكون قريبا من أسرته وبذلك شجعت على الترابط الأسري ! كما ساهمت في مساعدة المواطن على الانتحار بطريقة غير مباشرة للخلاص من كبتها بإطفائها الشوارع ليلا مما أسهم في تعرضه لعمليات دهس غير مقصود لكون السائق لم يعد قادرا على الرؤية بشكل جيد أثناء القيادة .

من قال أنها سيئة حين قامت بتعيين مهندسي طرق وموظفين ساهموا بتدمير شوارعنا والبنية التحتية الأمر الذي اثّر على مركبات المواطن ولجوئه بشكل يومي إلى الكراجات مما ساعد على فتح باب رزق جيد للعاملين بها ولتجار القطع الذين انتعشت أرصدتهم بالبنوك بفضل حكوماتنا التي جعلت من المواطن لقمة سهلة بفم الحيتان !!

من قال أنها سيئة حين ساعدت على زيادة نسبة الجرائم والسرقات وصنعت جيلا فاشلا بعد أن نجحت في إيجاد بؤرة خصبة للأطفال ليتسيبوا في الشوارع ويتعلموا كل أساليب الانحراف بسبب ما ولدته في الأسر من فقر ومرض أدى بالأزواج لطلاق زوجاتهم وتسيب أطفالهم مما جعلهم محترفي إشارات ضوئية يتسولون بجدارة وبطرق فنية يعجز علماء العالم عن اختراعها وبهذا قدمت الحكومات خدمة للمجتمع الدولي لإيجاد مواضيع يتبناها ويعمل لأجلها . كم أنتي رائعة يا حكوماتنا حتى المجتمع الدولي تهتمي بمصالحه وبنجاح عمله حتى لو كان على حساب المواطن !!

من قال أن حكوماتنا سيئة لأنها باعت مقدرات الوطن وخصخصة مؤسساته لصالحنا على العكس فقد فعلت خيرا لأنها تعلم أن الغريب يتقن عمله أكثر من ابن الوطن وان المواطن سيكون معه بأمان كونها تعرف نفسها أنها لن تكون أمينة عليه !! وتعلم أن الغريب لا يسرق ولا ينهب ولا يقبل بالرشوة كما هي تفعل !!فقرارها صائب في تسليم رقابنا للغريب ربما انه سيحافظ علينا أكثر منها !!



من قال أن تغيير الحكومات المتعاقب كل فترة سيئ بالعكس فهذا أيضا لخدمة المواطن لان الحال إن بقي كما هو فسيأتي الدور على كل مواطن ليكون وزيرا ويصبح بلدنا بلد الوزراء ويدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية بعدد الوزراء !!


ونهاية أقول يا حكوماتنا المتعاقبة ومن تخرّج منها برتبة فاسد وصفة حوت ... ألم يئن الأوان لتخجلوا على أنفسكم بعد أن حولتم نصف الشعب لمتسولين والنصف الآخر لم تعد أراضي المقابر تتسع لهم لكثرتهم بسبب الجلطات التي ألمت بهم من ضيق الحال . ألم تسمعي بعد أنين الكلاب والقطط في الشوارع والتي أصبحت تتضور جوعا لأنها لم تعد تجد بقايا طعام في الحاويات لان هناك مواطنون أصبحوا يتنافسون معها على لقمة العيش حيث أنك أسهمتِ حتى في جوعها أيضا ...

أنا افخر بك أتعلمي لماذا .لأنكِ ساهمتِ في أن يتعلم المواطن الصبر على المحن . فما يمر عليه من كرب وشدائد بسبب أفعالك لهو أشد قسوة من محن الحروب ونار البراكين .