كتاب «مقاتل الطالبيين» لأبي الفرج الأصفهاني، الموضوع قبل أكثر من 700 عام، يتضمن إحدى أكبر المآسي التي حلّت بآل بيت رسولنا الحبيب، في حين كان يتوجب احترامهم وحمايتهم وتبجيلهم !!
كان العاشر من محرّم- عاشوراء، يوم استشهاد الإمام الحسين بن على بن أبي طالب، في معركة الطف بكربلاء، ومعه العشرات من أهله وأنصاره، يومًا مميزًا عند أهالينا في الطفيلة ومعان والمفرق، ننتظره وأهلونا وحيُّنا بفارغ الصبر. تولِم فيه الأمهاتُ، ونتولى نحن الفتية توزيع ما يولمن على الجيران، ويوزع جيرانُنا مثلَها علينا، وعلى أهل الحي، فتتجمع على مائدة إفطار صائمي عاشوراء، عشراتُ الأطباق الشهية المتنوعة.
يتطرق الكتاب إلى شهداء آل أبي طالب، أي أبناء الإمام علي وجعفر وعقيل رضوان الله عليهم.
لقد أورد المؤلف في هذا الكتاب أخبار 500 من آل أبي طالب، بادِئًا بشرح عن جعفر ابن عم النبي عليه السلام، وشقيق الإمام علي كرم الله وجهه، الذي استشهد في معركة مؤتة على ثرى الأردن الحبيب.
كان نهج المؤلف، ذكر اسم الطالبيّ، ونسبه الكامل، حتى جدّه الأعلى، وقد يذكر اسم أمه أيضا.
وأورد المؤلف في خاتمة الكتاب، الروايات والأشعار التي نُظمت في رثاء أو مدح هؤلاء الطالبيين.
خصّص أبو الفرج الأصفهاني، لمقتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، سيّد شباب أهل الجنة، ولأهل بيته وأصحابه، وسبي نسائه وأخواته وعياله، جزءًا كبيرًا من الكتاب.
لا تملك إلا أن تنفجر مشاعرك وأحزانك ودموعك، وأنت تقرأ وتعيش مجددًا تراجيديا كالأسطورة، تضعك في تفاصيل تلك الفاجعة والمأساة الرهيبة.
علي بن أبي طالب لنا،
وجعفر بن أبي طالب لنا،
والحسين بن علي لنا،
كما هم صحابة رسول الله وزوجاته عليهم رضوان الله.
كل تلك الأنفس الزكية الطاهرة، هي لكل المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، حتى تقوم الساعة.
وسوف تظل الطقوس الملفقة، التي تجنح إلى تأليه البشر، خارج العقل والدين، وحاجزًا يحول دون وحدة مذاهب الأمة الثمانية، الحنفي، والمالكي، والشافعي، والحنبلي والجعفري، والزيدي، والإباضي، والظاهري، التي أجمعت عليها رسالة عمان المجيدة.