زاد الاردن الاخباري -
غيرت تعويضات مالية بدل استملاك اراض في بلدة الصريح حصل عليها ما يقارب الف عائلة (بنسبة 80 بالمئة) من سكان البلدة انماط استهلاكهم المعتادة.
وتقدر التعويضات التي صرفتها وزارة المالية اخيرا لقاء استملاكها اراض زراعية في المنطقة لشق طريق الحزام الدائري لمحافظة اربد بنحو 59 مليون دينار بحجم استملاك للاراضي وصل بين 1600-1700 دونم.
ويعتمد معظم سكان منطقة الصريح التي لايتجاوز عدد سكانها 30 الف نسمة في كسب لقمة عيشهم على الموارد الزراعية والدخول المتأتية من الوظائف في القطاعين العام والخاص بمستوى معيشه متوسط.
واختلفت التوجهات الاستثمارية والانماط الاستهلاكية لدى غالبية المستفيدين من هذه التعويضات في حين ان معظمها توجهت توجها عشوائيا وغير مدروس على الرغم من ضخامة المبالغ.
وقال الحاج علي فلاح الشياب لـ (بترا) انه مع وجود تعويضات تقدر بحوالي 150 الف دينار فانه اصبح بالامكان ايجاد دخل اضافي له عن طريق شراء باص عمومي لنقل الركاب وتكسي وبناء مسكن لابنه غير المتزوج "وبهذا الشكل اضمن دخلا ممتازا بنظري".
بينما اقتصر الفكر الاستثماري لابو راشد (38 عاما) حسب قوله "اريد ان ازوج شقيقي الاثنين وابني لهما منزلين " ،هذا كل ما يجول في خاطر ابو راشد تاركا ورائه جميع الفرص الاستثمارية المتاحة له.
أحنف محمد فرحان(37 عاما ) قال "استلمت مبلغ 450 الف دينار ولا يوجد اية مشروعات اقوم بها وافكر فيها حاليا لكن المشروع الاهم الذي افكر باستغلا ل اموالي فيه هو شراء الاراضي الزراعية".
محمد سعيد الطاهات (ابو يوسف) قال "ان هذا الطريق كان نقمة بالنسبة لي اذ تم استملاك 13 دونما من ارضي ولم تقم الحكومة بتعويضي باي قرش علما بانها تقدر بحوالي 600 الف دينار بحجة الربع القانوني" .
ووصف احمد شبلي صاحب سوق تجاري بوسط المدينة ان حركة الشراء زادت بشكل كبير في الفترة الاخير عازيا ذلك الى مقدار السيولة النقدية المتواجدة بين يدي اهالي المنطقة .
واضاف ان دخل السوق في تشرين الثاني الماضي كان لا يتجاوز 100 دينار يوميا لكن اليوم فانه يتعدى ذلك ليصل تقريبا الى الضعف.
وقال علي النعسان وهو صاحب تكسي ان دخله الشهري تراجع منذ البدء بصرف التعويضات وسبب ذلك ان معظم المستفيدين من التعويضات اشتروا سيارات خاصة لهم .
وقال دكتور علم الاجتماع احمد قطيشات ان هذه التصرفات الاستثمارية العشوائية والتي لا تسمى مشروعات ترجع الى طبيعة العقل الاستثماري لاهالي المنطقة،فاهلها فلاحين يزرعون الارض منذ مئات السنين ولم تتكون لديهم أي خبرات متعلقة باستثمار رؤوس اموال بهذه الضخامة.
دكتور الاقتصاد في جامعة ال البيت ابراهيم البطاينة قال انه يجب استغلال هذه الاموال لرفد الخزينة بايرادات إضافية عن طريق اقامة مشروعات انتاجية مما يؤدي الى دعم الناتج المحلي ويخفف من البطالة .
ودعا البطاينة اهالي المنطقة الى ضرورة اللجوء لاصحاب الخبرة والكفاءة من اهل البلد والهيئات الاستشارية المعنية بهذا الامر للاستفادة من تجاربهم والاخذ بالنصائح المقدمة منهم في كيفية استثمار اموالهم .
وتقدر مسافة الحزام الدائري لمحافظة اربد الذي سيشق للحد من الازمة المرورية الخانقة داخل المحافظة بنحو 48 كيلومترا مربعا حول المحافظة.
رائف الشياب / بترا