يفصلنا عن الثلاثين من تموز وعن آب اللهاب موعد بدء عملية الترشح لمجلس النواب 2024 أيام قليلة، وقد بدأت حمى وحرارة الترشح بالارتفاع، خصوصا وان الارادة الملكية السامية الصادرة يوم الخميس الماضي وضعت المرشحين جميعا على مسافة متساوية في المنافسة، وعرض وتقديم انفسهم عبر القوائم المحلية او الوطنية، وهنا استشعر أن اختلافا قادم قد يرقى إلى حجم الطموح المنشود من منظومة التحديث السياسي الخيار الأردني الذي نبع من حنكة وحكمة القيادة الهاشمية في مبادرة وإرادة من لدن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في أن نعبر إلى مئوية جديدة للأردن تحمل شكلا مختلفا من المشاركة والعمل العام عموما والعمل السياسي على وجه الخصوص.
اما لماذا أقول ذلك ؟! فالقصة باختصار اني شاهد عيان استقرئ الانتخابات الأردنية منذ ربع قرن عبر عملي الإعلامي والصحفي، وأكاد أجزم أن منجز التشريع في منظومة التحديث السياسي من تعديلات دستورية وقوانين ناظمة من مثل قانوني الأحزاب والانتخاب شكلت حالة توافقية وطنية دفعت بالجميع من الأحزاب والقوى إلى إعلان المشاركة على خلاف انتخابات سابقة منذ العام 1993 وحتى العام 2020، فلا صوت اليوم يعلن المقاطعة، وفي إطار الحديث عن التوافقية الوطنية في قانوني الأحزاب والانتخاب، ثمة حراك كبير وواع للسير في التنافس على الترشح، ولا يخلو تجمع في البلاد شرقها وغربها، شمالها وجنوبها لا يشهد هذا المخاض الذي يعلن تباعا قوائم وطنية للدائرة العامة، وأخرى للدوائر المحلية.
وفي قراءة للقوائم والاسماء وحتى الائتلافات الحزبية التي تعلن ثمة تكتيك ديمقراطي في خلط هذه القوائم من بيوت الخبرة ومن وافدين جدد على العمل السياسي، إضافة لترجمة لم أجدها صعبة أو سلبية في القوائم الحزبية التي اشترط عليها وضع الشباب والمرأة في مواقع متقدمة في القوائم، وذلك سيؤدي إلى ميلاد جيل جديد في العمل العام متمكن وقادر على تلبية الاحتياجات التشريعية العصرية والمتطورة التي تحتاجها البلاد، وأن شئتم استعرضوا خلفيات المرشحين وخبراتهم، وحتى ما يأتي على ألسنتهم وهو يلتقون الناس، وبات الوعي حاضر ان مجلس النواب تشريعي رقابي، وأن هناك مجالس اللامركزية والإدارة المحلية المنتخبة للتخطيط المحلي والخدمات الأساسية للمواطن.
نقطة اخيرة في المقال تدعو للتفاؤل والتفاعل استقلالية ومهنية الهيئة المستقلة للانتخاب التي باتت بيت خبرة في ادارة العملية الانتخابية في الجانب التنفيذي و انفاذ القوانيين والأنظمة والتشريعات وضبط سير العملية بالتحضير والإعداد والرقابة وتوزيع الأدوار، ما انعكس شفافية وحاكمية رشيدة حق للأردن والاردنيين أن يفخروا بها، ويتفاءلوا بأن القادم مختلف وأفضل وأجمل، والاستثمار بالمستقبل الذي نتطلع له.