تشهد الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة الحالية حالة من الفوضى السياسية التي تثير قلقًا عالميًا ، وهذه الفوضى تتجلى في الانقسام السياسي الداخلي وضعف القيادة، وهو ما ينعكس على دور الولايات المتحدة في الساحة الدولية ، و يؤكد هذا الوضع التوترات القائمة ويبرز المخاوف من تأثيرات سلبية قد تمتد إلى ما هو أبعد من حدود أمريكا ، ولعل انسحاب الرئيس الحالي من السباق الرئاسي أدى إلى انتقال السياسة العالمية من مستوى العقلانية إلى مستوى الحسية، حيث أصبحت التوقعات بشأن الانتخابات القادمة تثير قلقًا كبيرًا ، ووفقًا لتحليل فلاديمير فاسيليف من معهد الولايات المتحدة وكندا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، يشعر حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيون بقلق متزايد من احتمال فوز دونالد ترامب في الانتخابات المقبلة ، و هذا القلق ينبع من اعتقادهم بأن فوز ترامب سيكون الخيار الأسوأ بالنسبة لهم، مما يساهم في حالة الجمود والترقب في أوروبا ، ما يعني أن الجميع يخشى من فوضى القيادة وتأثيرها ، ونجد مارات بشيروف يسلط الضوء على أن الفوضى التي تعاني منها الولايات المتحدة تحت إدارة "بايدن جماعي"، وهي مجموعة من الأفراد غير المسؤولين أمام أحد، تشكل تهديدًا عالميًا ، وهذه الفوضى تذكر المراقبين بتجربة انهيار الاتحاد السوفييتي في عام 1991، ولكنها تضيف بعدًا جديدًا يتعلق بنشر الأسلحة النووية ، ومقارنة مع انهيار الاتحاد السوفييتي ، فعندما انهار الاتحاد السوفييتي، كانت الولايات المتحدة تبذل كل جهدها لضمان بقاء الأسلحة النووية السوفييتية محصورة في روسيا ، أما اليوم، فإن الأسلحة النووية الأمريكية منتشرة عالميًا، مما يزيد من المخاطر المرتبطة بالأسلحة النووية ، و في الوقت الذي كانت فيه الأسلحة النووية السوفييتية محصورة في مكان واحد، فإن الانتشار العالمي للأسلحة النووية الأمريكية قد يساهم في زيادة المخاوف من استخدامها، حتى من قبل جهات غير متوقعة مثل الحوثيين في اليمن ، وغيرهم الكثير من التنظيمات التي يعتقد أنها تمتلك من هذه الأسلحة ، وخلاصة القول : تتجلى الفوضى الحالية في الولايات المتحدة كمصدر قلق عالمي، حيث تؤثر على السياسات الدولية وتعزز المخاوف بشأن الاستقرار الأمني. في ظل حالة الجمود والتوتر السياسي، ويشدد المراقبون على أهمية استقرار القيادة الأمريكية لضمان استقرار النظام العالمي بشكل عام ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .