زاد الاردن الاخباري -
في غرفتي المطلة من الطابق الرابع على باحة المستشفى ، أكتب قصتي التي توشك على الأنتهاء في الأيام القليلة القادمة، لا أعرف اين أبدأ وكيف، عانيت ،عشت قصة ربما لم أنساها طوال حياتي، انا شاب عمري 28 سنة قصتي بدأت عندما عقدت العزم على الذهاب للحج هذا العام، حيث أنني أعمل في السعودية، وأخذت مطعوم للحج للحصول على التصريح( مطعوم ضد الحمى الشوكية)، بعد ذلك ، بدأت تغيرات تحدث في جسمي ، برد مفاجئ ،ألم في مكان التطعيم أعلى اليد اليسرى ,وألم في أعصاب اليد، لمدة ثلاث ايام، بعد ذلك أعراض متقطعة تظهر، ألم في البطن ،الم اسفل الظهر، وبعدها بأسبوعين بدأت أشعر بتنميل في الأطراف في اليدين والقدمين، أشعر بشحنات كهربائية ساكنة في أطراف قدمي ويدي ، بعدها بفترة أفقت بالصباح أردت أن أغسل وجهي، وعندما وضعت الماء شعرت انه وجهي متجمد، الأحساس كان موجوداً ولكن أعصاب الوجه لا تستجيب، لا اقدر على تحريك الشفاه والخدود والأنف والحواجب، العيون احركها ولكن الرموش لا اطبقها بقوة، راجعت المستشفى في السعودية وحيث ان استشاري الدماغ والأعصاب في إجازة !! نصحوني بالذهاب لمسشفى خاص، وفعلا ذهبت وقاموا بعمل صور MRI للدماغ وقال الطبيب ان الدماغ سليم واعطاني حبوب كرتزون لمدة خمس ايام، كل يوم 15 ملم، في اليوم الخامس راجعته وكان وضعي مأساوي ، التنميل الذي في القدمين زاد واصبحت العضلة خلف الساق تؤلومني جدا واصبحت اسير بخطوات ثقيلة جدا، تفاجأ بحالتي وقال يجب ان تدخل المستشفى والمبيت لعمل تحليلات وتخطيط اعصاب وعضلات واخذ خزعة من الحبل الشوكي، ونظرأ للتكاليف الخيالية اخذت ورقة بوصف الحالة وعدت إلى المستشفى الذي لدي به تأمين طبي، وطبعا اشرفت علي طبيبة باطنية لحين عودت الاستشاري من اجازته، طبعا أهلي لم يعرفوا بحالتي كل ما يعرفونه انني ذاهب للحج، اغلب اصدقائي في اجازة العيد أو في الحج وعانيت نفسيا وانا وحيد لا أعرف اين المشكلة وأقول هل سأعود كما كنت، هل سأمشي بشكل طبيعي ، هل سيتحرك وجهي من جديد، كل هذه الافكار تدور في رأسي، ولا يوجد أحد من أهلي حولي، تعبت جداً نفسياً، في المستشفى اخذت جرعات من الكورتزون بمعدل غرام كل ليلة لمدة 3 ايام، الحمد لله بعد الجرعة الأولى تجاوب الجسم وعادت الحركة للقدمين واختفى الالم في العضلات خلف الساق، في اليوم الثاني والثالث عاد جسمي لطبيعته باستثناء التنميل أو الكهرباء الساكنة اللتي اشعر بها بأصابع القدم واليد ما زالت موجودة ولكن بشكل بسيط، طبعا قاموا باخذ الخزعة من الحبل الشوكي وعمل تخطيط اعصاب وسيأخذون صورة للدماغ مرة أخرى، وانا بأنتظار النتائج، وكم اخاف ان اكون مريضا بمرض يعرف ب تصلب العصب اللحيني المتعدد، هم يعتقدون هكذا ، ولكن الفحص السريري وسرعة الأستجابة للعلاج لا توحي بذلك، فيما لو كنت كذلك هذا يعني ان المرض قد يظهر مرة اخرى ولا بد من ان استمر بأخذ ادوية لمنع تكرار ما حدث، كنت اريد ان اذهب للحج لأعود كما ولدتني امي ، لكن هذه التجربة اثبتت لي ان الولادة من جديد تحتاج لقلب صادق، تحتاج ان نعرف اننا قد نمرض وقد نموت، اننا نعتقد انهم يمرضون ام نحن فلا ، نمر من القبور ونقول انهم ماتوا اما نحن فلا، في وقت سنكون بمكانهم يوماً، نعم كنت انتظر نتائج التحاليل بفارغ الصبر، صحتي ممتازة الان وتجاوزت الصعب واتمنى ان يمن الله علي بالشفاء التام وان يثبت انه ليس ذلك المرض ولن يعود مرة أخرى ، واليوم جاء الطبيب الاستشاري وبعد اطلاعه على كل التحليلات أكد انه ليس العصب اللحيني وإنما التهاب في الاعصاب الطرفية نتيجة لمطعوم الحمى الشوكية، صحتي ممتازة الان ، هناك بعض الاثار ولكنهم اكدوا انها ستختفي بمرور شهر على الأكثر، احببت ان اشارك الجميع قصتي ولا اعرف ان كنت اريد حلا ام ماذا ولكنني اجد نفسي اكتب لكم واعتذر للأطالة.