إصرار على الدمار، وكأنها ترى بذلك انتصارات، متناسية أن ما تقوم به هو أعلى درجات الهزيمة، فأين هو الانتصار لإسرائيل في جرّ المنطقة بل العالم لحالة من الغليان الخطير، ووضع الاستقرار والأمن والسلام في غياهب النسيان، ومأزق النسيان التام، ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي يضع العالم على فوّهة بركان يعرّض كل بقعة فيه للخطر.
غزة، الضفة الغربية، لبنان، اغتيالات، استباحة للسلام، والأمن والإنسانية والطفولة، والمدنيين، واقع لو قصّه أحد لنا لحسبنا أنه يروي لنا قصة فيلم سينمائي، فيلم بشع جدا وفاشل بطبيعة الحال، لكن للأسف هو واقع يعيشه الفلسطينيون يوميا، وتفرضه إسرائيل على المنطقة والعالم، على مرأى من مجتمع دولي يرى ويراقب، بصمت، دون أي ردة فعل توقف جرائم إسرائيل التي تزداد بشاعة وإجراما يوما بعد يوم، حدّ الإبادة والاغتيالات!!!.
استفاق العالم أمس على اغتيال «إسرائيل» لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية في فلسطين «حماس» إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران، ليس جديدا إجرامها، وسبق ذلك بساعات قليلة جريمة في العاصمة اللبنانية بيروت، وخروقات إسرائيل المستمرة للسيادة اللبنانية، أيّ حق تمنحه لنفسها إسرائيل باستباحة حياة الأشخاص، أي حق تمنحه لنفسها وهي تشعل في كل مكان شرارة لحرب تبقي المنطقة متأزّمة، لتضاف هذه الجرائم لجرائم ترتكبها على أهلنا في غزة منذ أكثر من عشرة أشهر، واقع مرير تفرضه إسرائيل على فلسطين والفلسطينيين، وعلى غزة، والضفة الغربية، وعلى المنطقة والعالم، وكأنها تملك شرعية لانتهاك حياة الآخر بالقتل والتدمير والإبادة دون أن يرمش لها جفن!!!.
الأردن، اعتبر اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية في فلسطين «حماس» إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران، «خرقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وجريمة تصعيدية ستدفع باتجاه المزيد من التوتر والفوضى في المنطقة، مع تأكيده على موقفه الثابت في «رفض خرق سيادة الدول والقانون الدولي، وفي إدانة الاغتيالات السياسة والعنف والإرهاب مهما كانت دوافعهما»، هي الحقيقة التي تتجاهلها إسرائيل، القوانين الدولية، وأن الاغتيالات لن تجلب سوى المزيد من التوتر والفوضى وفي ذلك خطورة كبيرة جدا، وضرورة محتمة بوقف إسرائيل عن ما تقوم به.
على المجتمع الدولي، وقف ما يحدث، وتحمّل مسؤولياته من هذا الإجرام الإسرائيلي، وكما أكد الأردن بضرورة «تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته واتخاذ إجراءات فورية تفرض وقف العدوان الإسرائيلي على غزة وخروقات إسرائيل للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وتحمي أمن المنطقة واستقرارها من التبعات الكارثية لاستمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، وتفاقم انتهاكاتها لحقوق الشعب الفلسطيني وجرائمها ضده» رسالة أردنية واضحة على العالم التقاطها وادخالها حيّز التنفيذ الفوري، فمن الواضح أن إسرائيل لا تلتف لأي صرخات أو نداءات بشأن جرائمها، ومن الواضح أنها ماضية في حرب متشعّبة لا تتوقف عند جغرافيا مكان أو عند حدود زمنية، ماضية بجرائم كما أكد الأردن بجرائم لن تؤدي إلاّ لجر المنطقة نحو توسع الحرب وتهديد الأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
يتسابقون للشهادة، لكن ليس لأحد شرعية بانتهاك قدسية الحياة لأي شخص، وانتهاك القوانين الدولية، فإسرائيل تتعمد قتل الحياة، في حياة الأشخاص، وحتى في حياة المنطقة، رحم الله الدكتور هنية، ليضاف إلى قوافل شهداء فلسطين، وليتنا نسمع قريبا بتحرّك دولي يوقف نزيف الدم الذي تمضي إسرائيل بجعله دائما مستمرا، ليتنا نسمع من يقول ها نحن مع السلام والأمن، ويقوم بجهود عملية لوقف جرائم الاحتلال التي تقود المنطقة بحرفيّة التفاصيل لتوسع الحرب، وحتما لن يبقى أحد بمعزل عن هذه الفوضى وهذا الإجرام المستمر، وإن أبعدته جغرافيا بلاده عن دائرة جرائم إسرائيل جغرافيا.