اماني قاسم - في لحظةٍ مدوية فجرت أركان عالم الصحافة والإعلام، اغتيل الصحفي إسماعيل الغول تاركًا وراءه صرخة ألم وقلق تعصف بحرية الصحافة كان إسماعيل الذي تجسد فيه روح الصحافة الجريئة والشجاعة ضحية عملية اغتيال ترسل رسائل مرعبة لكل من يسعى لكشف الحقيقة والتصدي للسلطات القمعية هذه الجريمة تسلط الضوء على المخاطر الجسيمة التي يواجهها الصحفيون،خاصة في أوقات الحروب، إسماعيل الغول الذي كان منارةً للحق والشجاعة قُتل أثناء تغطيته للأحداث في مخيم الشاطئ بمدينة غزة عندما استهدفت سيارته بصاروخ موجه من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي ووقع الهجوم رغم استجابة الغول وفريقه لطلب إخلاء المكان مما يبرز مدى حجم التهديد الذي يواجه الصحفيين في اوقات الحروب كانت حياة إسماعيل الغول رمزًا للحقائق المرة والقضايا الصعبة التي تجرأ على تناولها لم يكن مجرد صحفي بل كان صوته أداةً للكشف عن الحقيقة وايصال مناشدات ورسائل المواطنون في القطاع، اغتياله لم يكن مجرد خسارة فردية بل كان ضربة قوية لحرية الصحافة ولجهود تحقيق العدالة والشفافية وقد أضاف اغتياله إلى سلسلة الانتهاكات التي تستهدف الصحفيين وعائلاتهم مما يعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها الصحافة في ظل النزاعات، منذ بداية الحرب على قطاع غزة سقط نحو 160 صحفيًا ضحايا العدوان الاسرائيلي مما يعكس مدى الخطر الذي يواجهه المراسلون الصحفيون،هذا الرقم المفزع يؤكد على ضرورة تسليط الضوء على المخاطر التي تواجه الصحفيين وحماية حقوقهم.
في هذا السياق، كان لمركز حماية حقوق وحرية الصحفيين في الأردن دورًا حاسمًا في دعم قضية إسماعيل الغول ورفع الوعي حول المخاطر التي يواجهها الصحفيون المركز، الذي يعد من أبرز الهيئات المدافعة عن حقوق الصحافة في المنطقة سارع إلى إدانة الجريمة ودعوة المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الصحفيين وضمان سلامتهم ،
كما برزت وقفة احتجاجية نظمها فريق قناة الجزيرة وجميع المراسلون في غزة تأكيدًا على أهمية حماية الصحفيين وضمان سلامتهم لم تكن هذه الوقفة مجرد تعبير عن الحزن بل كانت تأكيدًا على الالتزام بمبادئ حرية الصحافة والدفاع عن الصحفيين في مواجهة المخاطر التي تواجههم وقفة الزملاء في قناة الجزيرة كانت صوتًا قويًا يدعو إلى رفع الوعي حول التهديدات التي يواجهها الصحفيون
اغتيال إسماعيل الغول أثار موجة من الحزن والغضب بين المواطنين في غزة عبّر العديد من السكان المحليين والنشطاء عن صدمتهم واستيائهم معتبرين أن اغتياله كان ضربة لصوت الحقيقة، أعرب الأطفال عن شعورهم بفقدان صوت يمثل قضايهم ومعاناتهم كما اظهرت العديد من مقاطع الفيديوهات التي نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات الاطفال أظهرت تأثرهم الكبير واملهم في استمرار جهود الكشف عن الحقيقه .
في ظل هذا الحزن العميق
يبقى السؤال الأهم: كيف ستؤثر هذه الجريمة على مستقبل الصحافة في المنطقة؟ هل ستؤدي إلى تفاقم الانتهاكات، أم ستكون دافعًا للإصلاحات اللازمة لحماية الصحفيين وتعزيز الحريات الإعلامية؟ مهما كانت الإجابة، فإن إرث إسماعيل الغول سيبقى محفورًا في الذاكرة كرمز للأمل والشجاعة وسيظل يدعو إلى استمرار النضال من أجل صحافة حرة ومستقلة لتحقيق العدالة والشفافية.