التصعيد في الشرق الأوسط ، والتهديدات الإيرانية وتأثيراتها المحتملة .. !!

التصعيد في الشرق الأوسط ، و التهديدات الإيرانية وتأثيراتها المحتملة ... !! د. رعد مبيضين
في أعقاب اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية، أعرب المرشد الروحي الإيراني علي خامنئي عن عزمه على الانتقام، مما أثار مخاوف من تصعيد خطير في الشرق الأوسط ، و قدم الخبير الإسرائيلي في العلاقات الدولية والأمن القومي، سيمون تسيبيس، تحليلاً لأبرز السيناريوهات المحتملة وكيفية تطورها ، وفي هذه العجالة ، نناقش السيناريوهات المحتملة والتداعيات الجيوسياسية للتوترات الحالية :
1. السيناريوهات المحتملة للرد الإيراني :
أ. العملية المحدودة :
1. الضربات العسكرية المحدودة : وقد تعتمد إيران على استراتيجيات رد محدودة تهدف إلى تحقيق تأثير فوري دون تصعيد شامل ، و تشمل هذه الاستراتيجيات:
الضربات على إسرائيل: إيران قد تشن هجمات صاروخية على شمال إسرائيل أو أهداف عسكرية محددة، باستخدام صواريخ باليستية قصيرة المدى مثل "شهاب-3" و"فجر-5" ، وهذه الهجمات تهدف إلى إرسال رسالة قوية دون الدخول في حرب شاملة .
استهداف المصالح الأمريكية : يمكن أن تستهدف إيران القواعد العسكرية الأمريكية في العراق، وهي خطوة قد تضعف الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة وتعزز من موقف إيران كقوة إقليمية رئيسية.
2. استهداف الأهداف البحرية
وتهديدات الخليج: إيران قد تقوم بعمليات ضد الأهداف البحرية في الخليج العربي، مثل السفن الحربية وحاملات الطائرات وناقلات النفط ، و هذا الخيار يهدف إلى التأثير على حركة الملاحة الدولية ويعزز من موقف إيران في منطقة حيوية.
ب. التصعيد الواسع النطاق :
1. لضربة المباشرة لإسرائيل
إذا قررت إيران تصعيد الصراع، قد تشمل استراتيجياتها:
الضربة العسكرية الشاملة: هجوم واسع النطاق على إسرائيل باستخدام صواريخ وطائرات مسيرة، مع إمكانية إشراك "محور المقاومة" الذي يشمل سوريا ولبنان والعراق واليمن ، وهذا النوع من التصعيد قد يتسبب في صراع شامل يمتد إلى كامل المنطقة.
2. مشاركة تركيا التحالفات الإقليمية: يمكن أن تلعب تركيا دوراً مهماً في التصعيد، خاصة إذا اختارت الانضمام إلى التحالف الإيراني ، و مشاركة تركيا قد تؤدي إلى تعقيد الصراع وإدخال القوى الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، في المواجهة.
3. الصراع الإقليمي تداعيات عالمية: تصعيد إقليمي واسع قد يؤثر على استقرار الاقتصاد العالمي، خاصة في قطاع النفط والتجارة الدولية ، والصراع قد يتسبب في أزمات إنسانية كبيرة ويؤثر على أسعار النفط والأسواق العالمية.
2. الأبعاد الجيوسياسية للتصعيد :
أ. التأثيرات الإقليمية
إسرائيل : قد تعزز إسرائيل من استراتيجياتها الدفاعية، وتزيد من تنسيقها مع حلفائها الدوليين لمواجهة التهديدات المحتملة ، و التصعيد قد يتطلب تطوير استراتيجيات هجومية ودفاعية جديدة.
الدول العربية المجاورة : الدول القريبة من الصراع قد تواجه تحديات اقتصادية وإنسانية، بما في ذلك تدفقات اللاجئين وزيادة التوترات الداخلية.
ب. التأثيرات الدولية
الولايات المتحدة: قد تجد الولايات المتحدة نفسها مجبرة على زيادة تدخلها في المنطقة، مما سيؤثر على استراتيجياتها العسكرية والسياسية ، والتورط الأمريكي قد يؤدي إلى تغييرات في السياسات الإقليمية والدولية.
الدول الغربية : الصراع قد يؤثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي، مما يستدعي من الدول الغربية تعزيز تحالفاتها الإقليمية وتقديم الدعم الإنساني والاقتصادي.
3. التوقعات المستقبلية
توقعات سيمون تسيبيس تشير إلى أن إيران قد تستغرق وقتًا في اتخاذ قراراتها النهائية، وربما نرى ردود فعل خلال الشهر المقبل ، وهذه الفترة ستكون حاسمة لتقييم التصعيد وإدراك تداعياته.
وفي الختام ، نجد أن الأزمة الحالية في الشرق الأوسط تحمل في طياتها تحديات كبيرة وتداعيات واسعة النطاق ،و إن فهم السيناريوهات المحتملة والتداعيات الجيوسياسية يمكن أن يساعد في اتخاذ خطوات استباقية لتفادي التصعيد وضمان استقرار المنطقة ، ومن الضروري متابعة الوضع عن كثب وتنسيق الجهود الدولية لضمان تجنب الحرب الشاملة وتخفيف تأثيراتها السلبية على الاستقرار الإقليمي والدولي ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي

---