أمّا وقد أوشكت أطراف الصراع، على الانتهاء من تجهيزات ومتطلبات، درء شرر وضرر المنازلة المحتومة، فلن يتبقى إلا الضغط على الأزندة !!
متطلبات الوقاية من آثار المنازلة، تحتاج وقتًا كافيًا، وهي متطلبات لا تعد ولا تحصى، وتقوم بها الجهات الرسمية والأهالي، وتشمل إعادة تجهيز الملاجئ، دعم المستشفيات وتزويدها، تحضير وتلقيم الطائرات والمدافع والدبابات، تكديس المؤن والأدوية، التحوط على الوقود ومولدات الكهرباء، تعزيز موجودات بنوك الدم، نزوح المواطنين عن خطوط التماس، إلى خطوط أمان بعيدة، توفير موائل لمئات آلاف النازحين من قرى الجنوب اللبناني، وقرى شمال فلسطين، نقل مقار القيادات السياسية والحزبية والعسكرية وتمويهها، توفير أنظمة اتصالات آمنة، ضبط مديات الانتقام تحسبًا لردود فعل منفلتة، تحضير الإعلام الموجه لضبط الصدمات والهلع وردود الفعل الساخطة.
لا يوجد توازن في القدرات التدميرية، وقدرات احتواء الهجمات، آخذين في الاعتبار، اصطفاف قوة النار الأميركية والغربية الهائلة، المكرسة لخدمة كيان الاحتلال التوسعي الإسرائيلي.
تلك القوة هرعت، وأصبحت حاضرة في الإقليم، بكامل قيافتها وأهبتها، وهي تطلق التحذيرات بأنها لن تسمح بإيقاع خسائر بشرية فادحة في الكيان المتوحش الإسرائيلي.
أبسط القرارات وأكثرها بديهية، هي ان إيران وحلفاءها، سيقصفون قصفًا أقوى من قصف 19 نيسان الماضي. وهو بالطبع قصف «رد الاعتبار» على المهانة والاذلال والاستخفاف الإسرائيلي، الذي كشف أن بيت أبي سفيان ليس آمنًا !!
وثمة أسئلة وأجوبة.
تعلم القيادات الإسرائيلية أن اغتيال الشيخ إسماعيل هنية في طهران، سيجر رد فعل شرسًا مؤكدًا، سيعرض مدنيي الكيان ومنشآته إلى هطل الصواريخ والمسيرات الإيرانية، فليس مقبولًا إلا أن ترد إيران بنفسها، وليس بواسطة أذرعها !!
فلماذا ؟
أعتقد أن هدف الكيان الإسرائيلي هو استفزاز إيران لتقوم بالقصف، فترد إسرائيل بقصف المنشآت النووية الإيرانية، التي تشكل هاجسًا إسرائيليًا مرعبًا.
لقد بلغ الاستياء الإسرائيلي ذروته عندما عمل الرئيس أوباما على إنجاز اتفاق لوزان عام 2015، بين إيران والدول الست: أميركا والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، الذي يضمن الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني، قاطعًا الطريق على طلب إسرائيل الموافقة الأميركية على قصفه.
إن ما عمل نتنياهو عقدًا من الزمان لبلوغه، يوشك أن يتحقق هذه الأيام !!