زاد الاردن الاخباري -
قال الخبير العسكري والاستراتيجي د. نضال أبوزيد في تعليق له على ما ورد في أحد المواقع حول قيام الأردن بالسماح لطائرات الاحتلال الإسرائيلي بالتحليق في أجوائه، إن الخبر حمل العديد من المغالطات، أبرزها أن الموقع الناشر معروفة اتجاهاته الإعلامية، فقد قام أكثر من مرة بنشر أخبار غير دقيقة تتعلق بالشأن الأردني.
وأشار أبوزيد إلى أنه ورد في الخبر أن مصادر أمنية أردنية صرحت بما ورد من تفاصيل، ولم يُذكر اسم تلك المصادر ولا طبيعتها، مما يُفقد الخبر مصداقيته. وأضاف أبوزيد أن ما ورد حول موافقة أردنية لطائرات فرنسية وألمانية وأمريكية بالتحليق في الأجواء الأردنية، أن الأردن يرتبط عسكريًا مع هذه الدول باتفاقيات دفاعية، حيث تستخدم قواعد جوية أردنية، ويتدرب العسكريون الأردنيون لديها، وتشارك الأردن مع هذه الدول في العديد من التمارين الجوية والبرية المشتركة سواء على الأراضي الأردنية مثل تمرين الأسد المتأهب، أو على أراضي دول صديقة وشقيقة أخرى مثل تمرين النجم الساطع في مصر، أو تمرين النسر الأناضولي في تركيا، وتمرين جوي وبحري مشترك في شواطئ فرنسا بمشاركة أردنية.
الأمر الذي يُفسر أن تواجد أو مشاركة هذه القوات يأتي في إطار التعاون المشترك، لأن مفهوم العمليات العسكرية والتدريب تطور وأصبح يعتمد على العمليات المشتركة (Collation Operation) والعمليات المشتركة (Joint Operation) وليس العمليات المنفردة.
وأشار أبوزيد إلى أن ما ورد من صور جوية لبعض القواعد الجوية الأردنية أمر متوفر ويمكن شراء هذه الصور بطريقة تجارية سهلة رغم كل محاولات التقييد والتحفظات الأمنية على أمن المعلومات لأي مواقع عسكرية في أي دولة، وهذه تجارة رائجة كما يحدث في كل المواقع التجارية الإعلامية الغربية.
وحول المواقع الإلكترونية التي استند إليها الخبر في حركة طائرات الاستطلاع فوق المحافظات الأردنية التي تم الإشارة إليها في الخبر المتداول، فإنه في كل الأعراف العسكرية والاستخبارية، فإن عمليات الاستطلاع الجوي تتم بطريقتين، إما بالتصوير الجوي العمودي فوق الأهداف مباشرة، أو التصوير المائل الذي يكون من خارج حدود أي دولة ويستطيع الوصول لمسافات كبيرة استنادًا إلى بعض التقنيات الفنية المتطورة، مما يشير إلى أن عملية الاستطلاع كانت بمحاذاة الحدود الأردنية داخل الأراضي المحتلة وليس داخل الحدود الأردنية.
وحول خبر آخر تداوله نفس الموقع بوصول طائرات F-22 إلى المنطقة، أشار أبوزيد إلى أن هذا النوع من الطائرات يحتاج مدارج ومطارات مجهزة بشكل خاص، ولا يمكن استقبالها على مدارج المطارات الأردنية، والمطار الوحيد في المنطقة الذي يمكن له استقبال هذا النوع من الطائرات هو مطار الظفرة العسكري في الإمارات.
وأكد أبوزيد أن موقف الأردن كان واضحًا منذ الرد الإيراني الأول في 14 نيسان الماضي بأنه لن يسمح لطيران الاحتلال باستخدام أجوائه ولا لصواريخ إيران أن تعبر ضمن الأجواء الأردنية ذات السيادة على برها وجوها وبحرها، وجاء ذلك بشكل مُعلن في تصريحات وزير الخارجية أيمن الصفدي عند زيارته لطهران الأسبوع الماضي.