الأردن وسوريا

من سمع تصريحات سيدنا بلندن عن أحداث سوريا حيث قال "لو كنت مكان الرئيس بشار والدماء تسيل يوميا بهذه الغزارة لتركت موقعي" وهنا الإشارة انه يوجد شيء بين الشعب والقيادة بسوريا مُختلف عليه والثمن دماء مواطنين أبرياء يُنادون بالإصلاح والعدالة وكف يد الفاسدين، لذلك جاء تصريح سيدنا بهذا الإطار، وهذا حد فهمي للتصريح. وإنني أؤكد إنني لست فهيم بالسياسة وليس عندي خلفيات سياسية، ولكني كنت أتمنى أن يبقى الأردن بعيدا عن أحداث سوريا وهذا بنظري لمصلحة الأردن، ولان أحداث سوريا دخلت فيها لعبة الأمم كافة، والمدهش ردة الفعل الرسمية السورية على تصريحات سيدنا حيث أنها كانت عنيفة ولاأخلاقية، وقد صرح أحد المسؤولين السوريين بأن سوريا قادرة على احتلال الأردن خلال ساعتين، وأنا أقول له عليك بالجولان المحتل فهو مساحة أقل من الأردن وتحتله اسرائيل وسوف نكون معكم في معركتم لتحرير الجولان بكل ما نستطيع من رجال ومال، وهذا هو الأصل. أما ردة الفعل اللاخلاقية فكانت من المتسولين من أتباع النظام السوري من لبنانيين وللأسف من بعض المعارضين الأردنيين، وأخذوا يشتمون سيد البلاد بكلام غير لائق وغير محترم ، وكلام سوقي عبر الفضائيات ووسائل الإعلام. ولكن الناس في الأردن أو سوريا او لبنان تعرف هؤلاء الأشخاص، وتعرف خلفياتهم وكذلك تعرف ثمنهم لكي يقوموا بهذا الدور المنحط بالشتم والسباب على أشرف الناس، ولكن يوجد عندنا مثل بالأردن يقول" من عرف راس ماله باع واشترى" وبالتالي تلك الفئة من الناس معروف رأس مالهم تماماً، وبالمقارنة هل سمع احد بأن مسؤولاً أو مثقفاً أو مواطنا أردنيا شتم الرئيس السوري أو نظامه؟ نعم الأردنيين أصحاب أخلاق. أما بالنسبة للمعارضة الأردنية الذين ذهبوا إلى سوريا وقابلوا الرئيس بشار الأسد لكي يقدموا الدعم لنظامه فبدل من نصحه والقول له عليك بالبدء بالاصلاحات الفورية وتدوال السلطة بين أبناء الشعب السوري لأن الناس في الوطن العربي جميعاً كفرت بعبادة الأصنام لكي يعرف أنه لا يوجد قائد أوحد الى الابد وبدل هذا قالوا له وللأسف أنك القائد العربي الوحيد لهذه الأمة ويشرفنا أن نكون تحت قيادتك، والسؤال هنا: طالما أنكم تتشرفون تحت قيادة الرئيس بشار الأسد فماذا تفعلون هنا بالأردن؟ ولماذا تقلدتم مناصب عليا بالدولة؟ ولماذا انتم أصحاب ملايين؟ ومن أين أتت هذه الملايين؟ أما المتسلقين والمستفيدين الآخرين فذهبوا أكثر من بذلك بالتصريح لإحدى الفضائيات السورية بالقول: إن الأردن جزء من سوريا والجواب من عندي: نعم الأردن جزء من سوريا لكن حينما كان الهاشميون يحكمون سوريا الكبرى وليس الذين يحكمون العلويين، فلماذا تزورون التاريخ وتتاجرون بدماء الشعوب من أجل مصالحكم. فالذي يدعي أنه صاحب مبدأ وعروبي ويعشق سوريا، فليذهب إليها لكي يقف مع النظام ضد شعب سوريا لأن الطريق سالكة، أما المتاجرة بدماء الشعوب واللعب على الحبلين فلم يعد يجدي نفعا في هذه الأيام وأصبحت اللعبة مكشوفة. وفي النهاية، حمى الله الأردن وشعب الأردن وملك الأردن من كل فاسد ومتاجر بالأوطان ورخيص وسوف يبقى الأردن برجاله الأحرار الشرفيين قلعة صمود لفلسطين وسوريا ولكافة العرب في ظل القيادة الهاشمية.