ماذا لو حكم القتلة والمجرمون والعاهرات العالم وماذا لو كان اللصوص وقطاع الطرق هم من يتحكم بثروات العالم ونقده ومصارفه وماذا لو كانت الحظوة في وسائل الإعلام للقادة السفاحين ومرتكبي الإبادات الجماعية. من ضمن الرؤيا الممتزجة بالأساطير يتحدث سفر الرؤيا عن الزانية العظيمة التي تسكن في بلاد ذي أنهار وبحيرات عظيمة وتجلس فوق وحش ذي سبعة رؤوس وعشرة قرون وسبعة تيجان ذهبية هذه الزانية العظيمة تنشر العهر والإنحلال الأخلاقي في كل الأرض فتسقي جميع الأمم من خمرة زناها وتضاجع العاهرة كل سلاطين الأرض فيسكرون من خمرة زناها.
يرى العديد من القراء والمحللين أن هذه إشارة للولايات المتحدة الأمريكية فهل ما يعتقدونه حقيقة أم أنها أساطير.
وقديما قيل من أمن العقوبة أساء الأدب فحين يشعر ديكتاتور أنه محمي بقوى دولية عظيمة ويستطيع أن يقتل من البشر ما يشاء وكيف يشاء سنرى بايدن وهاريس ونتنياهو وسارة، يتصرفون بهذه الثقة فالكارثة تكمن حينما يصبح الحق محتكراً للقوة وتسحق فيه الشعوب الضعيفة.
حينما يكون قادة الدولة مجرميها ومغتصبي ثرواتها يعملون بوصاية دولية ولا تنفع قدرات وتضحيات الشعوب في إزالتهم السريعة وحين تكون الدولة الأعظم في العالم راعية الديكتاتوريين وسارقة مليارات الشعوب بحجة الحماية من أخطار هي من صنعتها في الحادي عشر من أيلول وفي الخليج العربي بدعمها لإيران بتسليمها العراق وغيره لتضمن السيطرة على البترول والثروات و تستعبد الشعوب نكون بالفعل في عصر عجيب، تنطبق عليه وصف الزانية التي تضاجع سلاطين الأرض لتنشر الفساد والإنحلال الأخلاقي في العالم، ويبدو أن الصراع طويلا وصعباً جدا معها بلا شك، فما العمل عند إنسداد الأفق السياسي للتغير نحو الأفضل؟
الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي