زاد الاردن الاخباري -
صعّدت إسرائيل بتوفير الغطاء للاقتحام الجديد لباحة المسجد الأقصى من قبل المستوطنين المتطرفين خطوة إضافية نحو أزمة لم تعد صامتة ولا مرتبطة في قطاع غزة بين الأردن والكيان الإسرائيلي.
ولاحظ المراقبون عموما بأن حدّة اللهجة الأردنية في انتقاد الإجراءات الإسرائيلية لا بل الكذب الإسرائيلي كما وصفه لأول مرة وزير الخارجية أيمن الصفدي زادت على نحو ملحوظ خصوصا وأن الاردن يجري اتصالات دبلوماسية مع كل الأطراف بعد قناعته بان سياسة الامر الواقع التي يحاول الاسرائيلي فرضها بدأت تشكل خطرا على أمن وإستقرار المنطقة خصوصا وانها بدأت تطال حرم المسجد الأقصى، الأمر الذي لا يعني فقط تغيير الوقائع المتفق عليها في إطار دولي أو ثنائي فقط سابقا ولكن تغيير الوقائع بصورة حادة على الارض خصوصا في ملف الوصي الأردني.
الأردن اعترض بشدة على قرار جمعية أمناء الهيكل التي تتبنّى أسطورة دينية الطابع باقتحام باحة المسجد الاقصى وعلى راس المقتحمين هذه المرة كان وزير الأمن القومي إيتمار بني غفير وبعض أعضاء الكنيست وأكثر من ألفي مستوطن من عتاة التطرف.
الخطوة تشكل خطرا ليس على المسجد الأقصى واتفاقية التعامل مع الحرم المقدسي الشريف ولكن على ما تبقّى من علاقات أردنية- إسرائيلية خلف الستائر وعلى الوصاية الأردنية على الأماكن المقدسة في القدس.
في مسألة توفير غطاء أمني وسياسي لإقتحامات أمناء الهيكل صباح الثلاثاء لم يعد الخطر متعلقا بخطوة استفزازية أو اقتحام هنا أو هناك بل بتعدّي مباشر وصارخ على الوصاية الاردنية.
وهذا ما يوضحه البيان الصادر من الخارجية الاردنية والذي يعتبر أن إصرار حكومة إسرائيل واعضائها المتطرفين على الاقتحامات يضرب منهجيا عرض الحائط القوانين الدولية.
ورغم أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتبر ما حصل صباح الثلاثاء في المسجد الاقصى تجاوز للوضع القائم وقال إن سياسة إسرائيل لا ترسم بخصوص جبل الهيكل من جهة وزير بعينه في الحكومة إلا أن عمان بالمعنى السياسي الرسمي تعتبر أن ما قام به بن غفير يدعمه نتنياهو وأن الأخير لا يضبط ايقاع الثاني وأن نتنياهو يوفر غطاء لهذا الوزير المتطرف المصنف بأنه ألد أعداء وخصوم الأردن في الأراضي المحتلة.
لا يوجد لا أدلة ولا قرائن على كيفية تصرف السلطات الاردنية إزاء الجريمة الجديدة باقتحام باحات المسجد الأقصى وأدائه الصلاة اليوم فيها.
وهو تطور حاد جدا يلغي تماما مبادئ واسس الوصاية الأردنية وأغلب التقدير أن ردة فعل عمان قد لا تقف عند حدود الاحتجاج الدبلوماسي هنا ولا التواصل فقط مع مكونات الدول الغربية الضاغطة.
وبالتالي البحث في خيارات الرد أصبح واردا على هذا الاستفزاز الإسرائيلي الكبير والجارح وسط توسع منطقة الخائفين والقلقين من أجندة خبيثة في هذا الاتجاه للوزير بن غفير قد تؤدي في النهاية إلى هدم المسجد الأقصى، وهو ما يقول ويحذر منه اليوم سياسيون وليس أردنيون وليس فقط رجال الدين.