قبل ايام شاهدة العرض العسكري للقوات المسلحة الاردنية بمناسبة ذكرى ميلاد القائد الأعلى للقوات المسلحة الاردنية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله الذي اشتمل على عرض عسكري جسد التطوير والتحديث الذي طرأ على مختلف تشكيلات القوات المسلحة خلال السنوات العشر الماضية شاملا كوكبة الاعلام والمشاة والآليات والمعدات والأسلحة المستخدمة حديثا في الجيش العربي ، وقد أحسست بفخر كبيرو بفرحة عارمة في قلبي ... هذه الفرحة التي عادت بي سنوات عدة الى الوراء كنت اتذكر فيها تلك الاحتفالات الكبيرة التي كانت تقام من قبل القوات المسلحة الاردنية خاصة في ميدان ماركا الكبير حيث كنا نتسابق ونحن صغار لمشاهدة تلك العروض ومشاهدة صاحب الجلالة الملك حسين بن طلال رحمه الله .
وتعود الذاكرة من جديد ايضا عندما كنا نستيقظ فجرا لنجهز أنفسنا لرحلة جميلة الى مدينة الكرك الابيه خاصة مؤتة التي تقع فيها تلك الجامعة الشامخة \" جامعة مؤته العسكرية \" وذلك لمشاهدة اخواني واقاربي في ذلك الحفل المهيب لخريجي الجامعة وكنا نتسابق ونحن صغار الى تلك المنطقة العشبية التي تهبط فيها طائرة صاحب الجلالة رحمه الله من اجل ان نتشرف بمصافحته والسلام عليه وكان يتعمد ان يأتي إلينا ليدخل السرور على قلوبنا ونحن صغار .... تلك أيام لا تنسى ....
وهذا الاحتفال أعاد الي تلك الايام الجميلة التي تبقى في ذاكرة التاريخ البشري ...
ومن الأمور الجميلة التي أتذكرها أنني كنت أهوى جمع صور المقاتلات والدبابات والمدرعات و عندما كان يعود احد اخواني من وظيفته كنت أسابق إخواني لكل نلبس طاقية الجيش \" البوري \" مع أنها كانت كبيرة علينا ولكن كنا نشعر بفخر كبير ونحن نلبسها ... و هذه الأيام تعيد نفسها مرة أخرى لك نشاهد قواتنا المسلحة وهي تتدرب وتظهر كفاءة عظيمة وكبيرة ...
لذلك عندما قال صاحب الجلالة \" من يهاجمنا سنهاجمه \" ليعلم أي عدوي لنا ان قواتنا هي اسود ضارية في وجه الاعداء ... وقلوب صافية في خدمة الوطن والمواطن ... وما أجمل تلك الكلمات التي تكلم بها احد افراد جيشنا العربي عندما خاطب صاحب الجلالة فقال \" اننا في ميادين العز والفروسية والاحتراف نعمل بقوة وعزم ليبقى هذا الجيش درع الوطن وسياجه الامين وجيشا عصريا ديناميكيا يتفاعل مع مجمل الاحداث والتحديات والتطورات المستجدة، جاهزا لتحقيق آمال وطموحات القائد والوطن، ومن اجل هذه الاهداف النبيلة فإن جيش أبي الحسين يطوع أحدث التقنيات لخدمة خططه واستراتيجياته العملياتية والتدريبية واللوجستية برعاية وتوجيهات سديدة من لدن جلالتكم وتنفيذ من قبل القيادة العامة بما ينسجم والمراجعة الاستراتيجية الشاملة للقوات المسلحة \" ....
ومن تلك الكلمات بتصرف مني : \" ها هم أصحاب السواعد التي ما انكسرت وظلت تحمل الراية ، والهامات الشامخة التي لم تعرف الخضوع لأنها تحمل شعار الجيش العربي بكل عزة وكبرياء فهم رماح للوطن ، لن تجدهم إلا حيثما تريد ، طوع بنانك ، ورهن إشارتك تنحني الدنيا ولا ينحنون ، لأنهم يستندون إلى تاريخ عظيم من التضحية والفداء سطَّرهُ الهاشميون عبر مسيرتهم المشرق \"
هذه هو جيشنا العربي فخر وعز وتاج على الراس وقبلة على الجبين ...
الشيخ محمد عايد الهدبان