زاد الاردن الاخباري -
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن عملية الإغارة التي نفذها مقاتلون من كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- على محور نتساريم جنوب حي تل الهوى جنوبي مدينة غزة، تعد مخاطرة محسوبة وتحمل دلالات كثيرة.
وأوضح الدويري -خلال تحليله المشهد العسكري بغزة- أن هناك رمزية كبيرة للمكان ولمن قام بعملية الإغارة، إذ وقعت بممر نتساريم الذي جرى توسيعه من كيلومترين اثنين إلى 4 كيلومترات وبات على حواف المناطق المبنية، وبه مواقع رئيسية شبه دائمة لجيش الاحتلال.
وأشار إلى أن من نفذ العملية هم من مجندي عام 2024 أي من الجيل الجديد الناشئ الذي التحق بصفوف المقاومة خلال العام الجاري من الحرب، لافتا إلى تصريحات الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة عندما قال الشهر الماضي إن الكتائب أعادت تأهيل قدراتها بشريا وماديا.
ونبه إلى أن هؤلاء المقاتلين أمضوا أشهرا قليلة على العمل القتالي، وأظهروا استعدادا نفسيا للتضحية في هذا المكان حيث استطاعوا تحقيق كل متطلبات النجاح كعمليات الاستطلاع ورصد حركة القوات الإسرائيلية والأماكن التي تصلح لتنفيذ الإغارة ومن ثم زرع العبوات وتفجيرها وصولا إلى الاشتباك المباشر.
وخلص إلى أن استمرار عمليات القسام يؤكد أن "إسرائيل" فشلت في تحقيق أهدافها وأدناها استعادة الأسرى الإسرائيليين، "ومن يقول عكس ذلك لا يفقه شيئا بالإستراتيجية العسكرية"، مشيرا إلى تضحيات شعوب للتخلص من الاحتلال كفيتنام وأفغانستان.
وبشأن عمليات الاحتلال بخان يونس جنوبا، قال الدويري إنها المرة الثالثة التي تدخلها القوات الإسرائيلية، لكن العمل هذه المرة من اتجاهين، الأول المنطقة الشرقية والثاني من المنطقة الواقعة بين خان يونس ودير البلح.
وجدد تأكيده على أن فيديوهات الجيش الإسرائيلي مكررة وتعرض مشاهد خارج مناطق القتال، وتظهر طرفًا واحدًا من المعركة، خلافا لفيديوهات المقاومة.
بثّت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، مساء الأحد، مشاهد نوعية لكمين نفّذته في محور نتساريم. وأظهرت اللقطات تمكُن مقاتلي القسّام من الدخول بعتادهم والعبوات الناسفة التي استخدمت في الكمين، إلى منطقة مكشوفة تعتبر ممرًا لآليات الاحتلال في المنطقة جنوب تل الهوا في مدينة غزة.
وتحصّن المقاتلون في أحد المنازل بعد رصد طريق الآليات، وقاموا بتجهيز العبوات الناسفة الخاصة للكمين، ونصبها في طريق الآليات، وانتظار وصول الهدف المراد تدميره. واستهدف المقاتلون مركبتين من طراز هامر، وقاموا بتفجير عبوتين ناسفتين، وأصابوا الجنود بداخلها في مقتل، وخرجوا للإجهاز على المصابين، عبر إطلاق النار بشكل مباشر على من تبقى منهم على قيد الحياة.
وأكد أحد المقاومين أن منفذي الكمين هم ممن قامت الكتائب بتجنيدهم عام 2024، وليسوا من المقاتلين السابقين في القسام، فيما قاموا بالانسحاب جميعا بسلام دون إصابات إلى قواعدهم والعودة إلى غزة.