قال الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه لعمرو ابن العاص متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا وذلك ردا على تهجم ابن عمرو ابن العاص على مواطن مصري فاز عليه في السباق بحجة انه ابن الاكرمين وما احوجنا في هذا الزمان لاستذكار تلك القصص من السلف الصالح حيث تداس كرامات الناس نظرا لسيادة الشلليه والاقليميه والطائفيه والعنصريه في كثير من الدول والمجتمعات حيث بات الفقير فاقدا لحقه العيش حرا بكرامة وهو يرى عدم المساواة والعدل في توزيع الثروات والمكاسب واصبحت الفروق في الدخل كبيرة جدا بحيث انها اكثر من حاجة الغني او اقل بكثير من حاجة الفقير للعيش بكرامة مع ان الناس شركاء في الماء والغذاء ووسائل الطاقه وهي مستلزمات الحياة الضروريه لكل انسان .
ولكننا نرى ان حياة الغالبيه العظمى من الناس اصبحت لا تطاق اولا بعد انشاء نظام البنوك التجاريه وما رافقها من بطاقات ائتمانيه وقرض وغيرها من اغرائات وثانيا بعد نظام العولمه وعليه اصبح الانسان مثل الماكينه يعمل بلا راحه وكأنه عبد للفلوس وبذلك فقد حريته ومما زاد الطين بله استشراء الفساد مما حرمه من حقه في الثروات التي وهبها الله لعباده فزاد عدد الفقراء والمحتاجين والبؤساء والمحرومين والمعدمين بحيث يشكلون الاغلبيه على ظهر البسيطه ومن هنا فقد تطور مفهوم العبوديه من عبودية مباشره للفرد الى عبودية للمال والاغتياء والمسؤولين وكفلاء الاقامه والعمل .
وما يميز العبيد في الماضي هو عدم قدرتهم على الاحتجاج وكانوا يباعوا ويشتروا اما الان وفي بعض الدول المتقدمه يستطيع الناس المغلوب على امرهم الاحتجاج بل واحيانا تغيير انظمة الحكم .
اما الاغلبية الصامته في العالمين العربي والاسلامي يعتريها الجهل و الخوف من الفقر والجوع والسلطه .
ولكي نتحرر من العبوديه يجب ان نحرر عقولنا وقلوبنا من الخوف والرعب من المجهول ومن السلطه ويجب ان ندافع عن الحريه التي وهبنا الله اياها عندما وهبنا الحياة الحره الكريمه لعل مسؤولينا يقتدون بالخليفة العادل الذي حكم فعدل فأمن فتام .
المهندس احمد محمود سعيد
قطر - 20/ 2 / 2010