هناك أناس يفتحون على مواقع التواصل الاجتماعي عدة حسابات وهمية وبأسماء مستعارة ، فقط لزرع الفتنة ودق الأسافين بين الناس وتصفية حسابات رخيصة ...فقد تحدث أحد الأشخاص المحترمين عن أناس يعرفهم شخصياً تسببوا من خلال حساباتهم الوهمية المغرضة في خراب بيوت الناس ، وشبكوا عائلات ببعضها البعض .. وزرعوا الفتنة بين قلوب حتى الأخوة ... فما هذا الزمن الذي وصلنا إليه! وما نوع هذا البشر الذي نسي أن هناك خالقاً عظيماً لهذا الوجود !!
وها نحن على أبواب الانتخابات النيابية ولا تفصلنا عنها إلا أيام معدودة .. و كلنا نعرف بأنها حديث الشارع الدارج في كل الأماكن ... في الأسواق وفي السهرات وعلى أرصفة الشوارع وفي المكاتب والعمل حتى في المساجد تجد بعض المصلين يهمسون في استراحة ما قبل إقامة الصلاة عن الانتخابات ،، والكل يحلّل والكل يفنّد والكل يرسم في مخيلته من سيحالفه الحظ ومنهم من يضع بالأرقام للمرشحين والقوائم ويحاجج الناس بأن يحفظوها ليوم إعلان النتائج ليثبت لهم بأنه محترف من الدرجة الأولى في مجال الانتخابات ... لكن الحذر الحذر من أن نسيء لأي شخص أو ننقص من شان فلان ، فهذه المرحلة حرجة وحساسة لأبعد الحدود ، وكل كلمة تحسب على صاحبها وربما تصل بطريقة أخرى ومختلفة من مريضي الأنفس لبث الفتنة والخلاف بين الناس وهدم العلاقات ...
فليتنا نفهم أن جميع العلاقات خُلقت للراحة والرحمة ، والقرآن الكريم رسخ ذلك في آياته : (سنشد عضدك بأخيك ... إذ يقول لصاحبه لا تحزن ... وجعل بينكم مودة ورحمة) ... فنحن لم نُخلق لإثبات حُسن النوايا ، أو لنسعى أن ننتصر على بعضنا في أوقات الخلاف ، ولم نُخلق لنستنزف أيامنا في البعد والعبث ، ولم نُخلق لننفق أعمارنا هباءً على صغائر الدنيا ، فالعمر قصير وينتهي على غفلة ، ولا ينفع الندم بعدها ..