زاد الاردن الاخباري -
تطورت اللهجة الأردنية المركزية بإتجاهات الشفافية والمصارحة أكثر وباتجاهات طرح معلومات عن الخيارات بخصوص تداعيات المشهد الاقليمي خلال اللقاء الذي جمع نخبة من الصحفيين والكتاب بمبادرة من إعلام الديوان الملكي الاردني بالملك عبد الله الثاني.
نشرت اعتبارا من مساء الثلاثاء سلسلة ملخصات وبعض المقالات والشروحات من جهة الكتاب الذين طلب منهم او صدر توجيه اليهم يقضي بالتحدث بالحقائق والمعلومات مع الراي العام ومع الاردنيين.
يبدو ان اللقاء كان حارا بالكشف عن بعض المعطيات المعلوماتية.
والأهم في توضيح ملامح الموقف الرسمي المرجعي الاردني من تطورات الاحداث.
وهنا نقل الكاتب الصحفي حسين الرواشدة القول بان زيارة وزير الخارجية الاخيرة أيمن الصفدي الى طهران كانت عنوانا لتنويع تبادل الرسائل مع الايرانيين ومن بين اهدافها تحذير طهران من الوقوع في الفخ الذي نصبه بنيامين نتنياهو بمعنى انزلاق المنطقة الى حرب اقليمية موسعة.
واضاف الكاتب دون ان يعزو الكلام للقيادة الاردنية بان الهدف او هدف اليمين الاسرائيلي من ذلك التصعيد على المستوى الاقليمي هو منع الكاميرات من التجول بحرية بعد وقف الحرب في قطاع غزة لاكتشاف حجم الجرائم والدمار والكارثة الانسانية التي تعني محاسبة ومساءلة إسرائيل مستقبلا.
فيما قال الكاتب الصحفي والاعلامي عمر العياصرة بان الاردن في مرحلة بناء الجسور مع الايرانيين الآن.
ونقل الرواشدة بدوره عن الملك قوله بنبرة قوية بان الاردن لن يكون رهينة لسياسات اليمين الاسرائيلي بنيامين نتنياهو فيما اشار العياصرة الى ما اسماه بصراحة فوق السحاب ونقل عنه القول بان اللقاء الملكي كان غنيا بالمعطيات والمصارحة وانه تخلل استعراض الخيارات الاردنية وفيما يخص الضفة الغربية والقدس وفقا للعياصرة كان الخيار الملكي الاردني واضحا وهو ان الدولة الاردنية لديها كل الخيارات التي لا تزال مفتوحة في التصرف.
بعد اللقاء نشر الاعلام الرسمي تحذير جديدا لإسرائيل وحكومة اليمين من عودة سياسات التهجير ونقل كلام عن مراقبة حثيثة ولصيقة يقوم بها الاردن لكل الاوضاع وعمومها في الضفة الغربية وملف القدس مع التحضيرات القانونية اللازمة للرد على الاحتلال الاسرائيلي في كل المنابر القانونية الدولية باللحظة الموالية في حال قرر تغيير وقائع الامر الواقعي.
الملك كان قد قال علنا بان الاردن لن يسمح بان يكون اي تصعيد بالمنطقة على حساب الاردنيين.
ونقل الرواشدة والعياصرة عن اللقاء الملكي القول بان الرسالة التي اوصلت لإيران واسرائيل معا تفيد بان الاردن في نطاق قدرته وامكاناته الفنية سيسقط بوضوح اي طائرة اجنبية تحلق فوق سمائه وتلك رسالة سيادية فيما كان الملك يؤكد بان التحديات الاقليمية على اهميتها لن تعيق مسارات التحديث للمنظومات في بلاده وعلى رأسها الانتخابات النيابية المقررة يوم 10 ايلول المقبل.
اللقاء الملكي الأخير حفل بالمفاجآت وكشف عن العديد من المعطيات واعاد ترسيم مشهد وتموقع الموقف السياسي الاردني والمرجعي من تطورات الاحداث في فلسطين المحتلة.
وإكتسب هذا اللقاء او اهميته لان الرواية الحكومية غائبة عن المشهد عموما ولان الرأي العام الاردني اجتهد اكثر مما ينبغي في تفسير وقراءة الزيارة الاخيرة التي قام بها لطهران وزير الخارجية ايمن الصفدي وما بدا عليه الامر ان الاردن حذر الايرانيين من الانجرار الى حرب اقليمية يريدها بنيامين نتنياهو.