إن ما لا يهمني هو «الميمعة»، التي تسبق العشر الأواخر قبل موعد الاقتراع وظهور اسماء الناجحين، الذين سيكونون أعضاء مجلس النواب رقم 20.
كل اردني معني بالبرلمان، لأنه هو نفسه البرلمان، والذين يتواجدون في هذا المجلس، وبناء على الدستور الأردني، هم نواب عن كل الأردنيين، فالجميع ممثل في المجلس سواء شارك أم لم يشارك، وسواء شاء أم أبى، فمجلس النواب هو مجلس الشعب، فالذي يدلي بصوته يعتبر قد شارك في تحديد شكل المجلس، وكذلك الذي لم يدلي بصوته، فهو قد شارك ببناء هذا المجلس، لكن ثمة مشاركة إيجابية بناءة، وأخرى ليست كذلك، وبإمكاننا أن نميز أهمية أن تدلي بصوتك لصالح جهة ما، أو أن تحجب صوتك وتمتنع عن الذهاب لصندوق الاقتراع، وبعد أن يتشكل المجلس وينطلق، فينتج أو يجنب الوطن الأزمات والمشاكل، سيكون للناس مواقف تجاه أداء المجلس، وستكون أكذب المواقف وأكثرها تعبيرا عن الانفصام، حين يعارضه أو ينتقده مواطنون لم يشاركوا بانتخابات أعضائه، فبأي حق أو خلق ستنتقد أداء مجلس امتنعت عن التصويت بانتخاب أعضائه.
لم أنخرط في أي عمل «يدوي» في موضوع الانتخابات، أي أنني لم أشترك لا بحديث أو حوار ذي قيمة وأهمية، وربما لم أكتب هنا عن هذه المرحلة من الانتخابات، ولا أعرف الكثير عن قانون الانتخاب، لكنني معني بهذه الانتخابات، حيث لا أنكر بأنني مشارك فيها في الحقيقة، ورغم عدم انخراطي في أي حزب سياسي في أي يوم، إلا أنني من حزب الوطن والدولة، وهذا انتساب أعتبره وجهة نظر صائبة، صادقة، وبالتالي فهناك من يمثلونني من المرشحين للانتخابات، الذين اتمنى لهم النجاح بقوة وبعدد كبير، ومن بينهم «مقاتلون وطنيون حقيقيون» وليسوا مجرد مناضلين متذبذبي المواقف والطرح، يمثلونني، وفيهم من يمتاز بتاريخ برلماني لا يملكه كثير من المرشحين، سواء أكنت راضياً عن أدائهم أم لا، فهم أصحاب خبرة، وعند مقارنتهم بأي نائب أو مرشح، فهم نواب «عريقون» نسبيا، ولا أتوقع منهم ردة وطنية، فهم مثلي، مؤطرون بانحيازهم للوطن والدولة.
ليس ضروريا أن أشارك في العمل الانتخابي الذي يسبق العشر الأواخر، حيث ينشط الناس بتنظيم قواعدهم الانتخابية، لكنني بالتأكيد لي دور مهني ووطني و»عشائري» في هذه المرحلة، أقوم به ولا أدعي بأنه مهم أو حاسم، لكنه باختصار هو تعبيري عن ضميري وحقوقي ووجهة نظري، ولن أكون صادقا لو لم أنتخب نفسي، أو من يشبهها لتمثيلي في المجلس.
وكل منا لديه أسبابه الموضوعية الوطنية أو الحزبية أو حتى المصلحية، للمشاركة في الانتخابات.. فأدعوا هؤلاء جميعا لانتخاب أنفسهم.