هذا هو الحال في بلاد ما وراء الانهار، قرب جبال العالية وبين التلال وبالتحديد قرب البحر الزاخر بالآمال..
فكل من تصل به الأيام ليكون وزيراً أو رئيس وزراء يرتدي قلنسوة خضراء، هذه القلنسوة تزيد من حكمتة ورشده، وتمنعه من الأخطاء...
حتى أنه حال ارتدائه قلنسوته العجيبة يطلق عليه اسم ( معالي ) أو ( دولة) وهو مصطلح عظيم، له هيبة كبيرة تجعلك تزداد إعجاباً بشخصة وعمله مهما قلَّ أو صغُر...
فتجد الواحد منهم يتسلط على كل من هم دونه، فيتلقى ذاك المسكين هذا التسلط بصدرٍ رحب، وابتسامة يملأوها التفاؤل والأمل، ولا عجب فالحكومة رشيدة.
والأعجب من ذلك كله أن الواحد منهم إن خلع قلنسوته أصبح كغيره من الناس تائهاً يتخبط، ولا تعرف كيف تملَّك الجرأة لينتقد ما كان عليه من ( الرشد) فيما مضى من الزمان...
فمثلاً يتلاعب معاليه بالألفاظ والمصطلحات فيخرج من الأزمة الخانقة التي مرت بها وزارته، وكان ضحيتها آلاف الطلاب ( مثلاً) بفضل تلك القلنسوة، وقد يساعده زميل له أو زميلين ليرجعوا جميعاً إلى (دولته) وقد خرجوا من الحرج كما تخرَج الشعرة من العجين.
وغيرها من الأمثلة..
ولكن المصيبة تكمن أن الحكومات الرشيدة لم تتنبه إلى مصدر رشدها، فقد كانت القلنسوة موصولة بكابلات حساسة جداً جداً ( أسلاك كهربائية) قادرة على امتصاص الحكمة والرشد من عقول شعوبها من أجل ضمان فعالية رشد ( دولته ) و (معاليهم) فكانت النتيجة:
شعوب حاااااائرة وحكومة رشييييييدة
رحم الله أبا رشيدة
www.kalamkber.net