أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
دوري الدرجة الأولى لكرة القدم ينطلق غدا القبض على مقنع أطلق النار بمقر انتخابي بمعان هذا كل ما تريد معرفته عن ذكرى المولد النبوي الشريف رئيس برلمان تركيا: دماء عائشة لن تذهب هدرا ابوزيد يجيب على سؤال أين المقاومة في غزة؟ صحيفة بريطانية تحذف تقريرا عن السنوار وتعتذر لقرائها انطلاق قمة الأردن الثانية للأمن السيبراني الأربعاء المقبل الميثاق الوطني يحتفل بفوز 30 من أعضائه في المجلس العشرين الصناعة والتجارة توجه 4 نصائح للأردنيين قبل التسوق الجيش الأردني يحبط محاولتي تسلل وتهريب من النائب الذي سيترأس الجلسة الافتتاحية لمجلس النواب ولماذا؟ القائمة الجديدة لأسعار الدخان في الأردن القبض على ممثلة إباحية أمريكية في وادي رم الرصيفة .. شقيقان يفقدان بصرهما إثر إطلاق عمهما النار عليهما الأسد يكلف الجلالي بتشكيل الحكومة الجديدة وفاة رئيس وزراء الكويت الأسبق الشيخ جابر المبارك الصباح دبلوماسي أميركي يحذر دولًا منها الأردن من نوايا إسرائيل الترخيص المتنقل ببلدية برقش في اربد غدا متحف الأمن العام في العقبة .. نافذة على تاريخ الأمن في الأردن 4050 عملية بتر جراء العدوان الاسرائيلي على غزة
الجنوب العالمي ، والتحديات الإستراتيجية ، للدول العظمى ... !! د. رعد مبيضين
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الجنوب العالمي ، والتحديات الإستراتيجية ، للدول...

الجنوب العالمي ، والتحديات الإستراتيجية ، للدول العظمى .. !!

28-08-2024 02:38 PM

نحن في ظل عالم يشهد تغييرات سريعة وتحديات متزايدة، يبرز منافسة بين القوى العظمى كأحد المحركات الرئيسية للتحولات الجيوسياسية ، و لم تعد هذه المنافسة تقتصر على مناطق الصراع التقليدية أو على التفوق في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، بل اتسعت لتشمل "الجنوب العالمي"، وهو مصطلح يعبر عن الدول النامية في أفريقيا، جنوب شرق آسيا، أميركا اللاتينية، وجزر المحيط الهادئ ، و هذه المنطقة، التي كانت تُعرف سابقاً بـ"العالم الثالث"، أصبحت اليوم محورًا للصراع على النفوذ بين الولايات المتحدة والصين، مما يجعلها ساحة رئيسية للتنافس الجيوسياسي على مدار العقود القادمة ، سيما وأن هناك
أهمية للجنوب العالمي في التنافس العالمي ، ويعود الاهتمام المتجدد بالجنوب العالمي إلى عوامل استراتيجية واقتصادية تجعل من هذه المنطقة هدفًا للتنافس بين القوى الكبرى ، فإلى جانب الأسواق الاستهلاكية الضخمة والموارد الطبيعية الغنية، تتمتع دول الجنوب العالمي بموقع جغرافي استراتيجي يمكن أن يكون حاسمًا في تشكيل التحالفات السياسية والعسكرية المستقبلية ، وخلال الحرب الباردة، كانت دول الجنوب العالمي مسرحًا للمنافسة بين المعسكرين الشرقي والغربي ، واليوم، تعيد الصين وروسيا، بدعم مشاعر مناهضة الاستعمار، إحياء هذه المنافسة، مع التركيز على تعزيز العلاقات الاقتصادية والعسكرية مع هذه الدول ، والصين، على وجه الخصوص، تنظر إلى الجنوب العالمي كشريك حيوي في جهودها لتحدي النظام الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، وتقوم بدور فاعل في دعم التنمية الاقتصادية والبنية التحتية في هذه الدول من خلال مبادرات مثل "الحزام والطريق" ، وقد وضعت الصين
استراتيجية في الجنوب العالمي ، فعلى مدى العقدين الماضيين، تبنت الصين استراتيجية محكمة لتعزيز نفوذها في الجنوب العالمي ، حيث تسعى إلى كسب ثقة هذه الدول من خلال تقديم نفسها كشريك يُحترم سيادتها ويقدم الدعم الاقتصادي دون شروط سياسية مرفقة ، و هذا النهج يتناقض بشكل صارخ مع السياسات الغربية التي غالبًا ما تأتي مصحوبة بشروط تتعلق بالديمقراطية وحقوق الإنسان ، والصين تعتبر الجنوب العالمي جزءًا من رؤيتها الاستراتيجية لعالم متعدد الأقطاب، حيث تعمل على تقديم الدعم في مجالات متنوعة تشمل مكافحة الفقر، الأمن الغذائي، والرقمنة ،و انضمت أكثر من 70 دولة إلى مجموعة أصدقاء مبادرة التنمية العالمية التي تقودها الصين، مما يعكس نجاحها في ترسيخ دورها كقائد للتنمية في الجنوب العالمي ،
إضافة إلى ذلك، استثمرت الصين بشكل كبير في البنية التحتية ومشاريع الطاقة في دول الجنوب العالمي، مما عزز من نفوذها الاقتصادي والسياسي في هذه المناطق ، و هذا النفوذ يتزايد في ظل انسحاب الولايات المتحدة من بعض مناطق الجنوب العالمي، مما يتيح للصين ملء الفراغات التي تتركها الولايات المتحدة ، مما أفرز جملة من التحديات التي تواجهها الولايات المتحدة ، حيث تواجه الولايات المتحدة تحديات كبيرة في سعيها لمنافسة الصين في الجنوب العالمي ، و أبرز هذه التحديات يكمن في قدرتها على تقديم بدائل جذابة للتعاون مع الصين ، بينما تركز الولايات المتحدة على صراعات تقليدية مثل أوكرانيا وآسيا الشرقية، وفي المقابل تتوسع الصين في الجنوب العالمي بهدوء وثبات، مما يجعلها شريكًا لا غنى عنه لكثير من الدول النامية ، ما يعني أن
الولايات المتحدة بحاجة إلى تحديث استراتيجياتها لتتناسب مع التحولات الجديدة في الجنوب العالمي ، وعليها أن تتجاوز عقلية الحرب الباردة وتقدم حلولًا مبتكرة في مجالات التجارة، البنية التحتية، التعليم، والاتصال الرقمي ، فالدول النامية لم تعد تقبل أن تكون مجرد أدوات في لعبة القوى الكبرى، بل تسعى لتحقيق مصالحها الوطنية من خلال تنويع شراكاتها الاقتصادية والسياسية ، وضمن هذا السياق لا بد أن تتمظهر استراتيجية أمريكية جديدة ،هذا إذا أرادت الولايات المتحدة أن تستعيد نفوذها في الجنوب العالمي، فعليها أن تتبنى نهجًا شاملاً يركز على دعم التنمية المستدامة وتقديم بدائل ملموسة لتكنولوجيا الصين واقتصادها ، و هذا يتطلب استثمارات كبيرة في البنية التحتية الرقمية والتعليم، وتعزيز التعاون في مجالات مثل الطاقة المتجددة والأمن الغذائي ، علاوة على ذلك، يجب على الولايات المتحدة أن تعزز من دورها كحامية للقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكن دون فرض هذه القيم بشكل قسري ، كما عليها أن تدرك أن التحدي لا يكمن فقط في تقديم المساعدات الاقتصادية، بل في بناء شراكات حقيقية تحترم سيادة هذه الدول وتدعم جهودها لتحقيق التنمية المستدامة ، ففي عالم يشهد تغيرات جذرية، يتعين على الولايات المتحدة أن تتبنى استراتيجية متجددة تتجاوز استراتيجيات الحرب الباردة، وتستجيب للتحولات الجديدة في الجنوب العالمي ، فالمنافسة بين القوى العظمى لن تحسم فقط في ميادين المعارك التقليدية أو السباق على التكنولوجيا المتقدمة، بل في قدرة هذه القوى على كسب تعاطف دول الجنوب العالمي ، هذه الدول، التي كانت تُعتبر سابقًا مجرد بيادق في لعبة القوى الكبرى، أصبحت اليوم لاعبًا رئيسيًا في تشكيل مستقبل النظام الدولي ...!! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع