زاد الاردن الاخباري -
سأل مراقبون وناقدون معارضون وسياسيون وإعلاميون أردنيون مساء الخميس عما إذا كانت الهجمة المباغتة التي قررها وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس بعنوان بوابة الأمن الإقليمي على حدود الأغوار مع الاردن هي تمهيد ضمن خطة الحسم لليمين الاسرائيلي لما يسمى الان في أدبيات الاسرائيليين في الواقع محور فيلادلفيا الشرقي.
تلك مقاربة تثبت حجم التعارض والتعاكس ما بين دعوات الاردن للتهدئة الأمنية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخفض التصعيد وما بين أجندة الخطط التي تنفذها الآن على أرض الواقع حكومة اليمين الاسرائيلي برأي الجنرال العسكري المتقاعد البارز والخبير الاستراتيجي الفريق قاصد محمود الذي ظهر عبر شاسة فضائية المهرية اليمنية يطالب السلطة الفلسطينية بالتحرك الفوري ولجم العدوان الاسرائيلي في الضفة الغربية متوقعا أن مرحلة تاريخية فاصلة هو الاساس والمعيار الآن.
محمود خاطب السلطة الفلسطينية قائلا: إذا تصرفت ووفرت الحماية لأهل الضفة الغربية سيتغير كل شيء وستلحق بها الدول والحكومات العربية بالتأكيد لوقف المؤامرة الوزير الإسرائيلي كاتس، سارع وزير الخارجية أيمن الصفدي علنا في ساعة متأخرة في وصفه عبر تغريدة إلكترونية بأنه وزير كاذب ودون تسميته بصورة مباشرة.
الصفدي كان يعلق على تغريدة لوزير خارجية إسرائيل ألهبت النقاشات وتحدّث فيها عن كميات من الأسلحة تهربها ايران عبر سوريا إلى الأردن حتى ترسل إلى الضفة الغربية عبر حدود الأردن مع فلسطين المحتل.
سُرعان ما تصرّف الوزير الصفدي ونشر بقول إن المسؤول الإسرائيلي دون تسمية الوزير كاتس طبعا الذي يقول بذلك كاذب ويحاول تضليل الجميع معتبرا في تصريح الكتروني يشبه البيان السياسي بأن الجهات التي تقتل الأطفال وتدمر المستشفيات والمدارس وتهاجم المنظمات الدولية في فلسطين المحتلة هي التي تكذب وتُضلّل الجميع الآن.
الوزير كاتس كان قد فاجأ الجميع بتصريحه الذي قال فيه إن الأردن قد تتحوّل حدوده إلى منطقة تحويل أسلحة إلى الضفة الغربية بمبادرات من الحرس الثوري الإيراني.
تلك الرواية الإسرائيلية المتهالكة هي التي يتبناها بعض الأمريكيين في المستوى الأمني والعسكري، الأمر الذي يشكل ضغطا عنيفا على الأردن خصوصا بعد تفرّد الإعلام الإسرائيلي في أكثر من مناسبة بتسليط الضوء على سلسلة مبالغات وتضخيمات غير منطقية بخصوص محاولات تهريب الأسلحة عبر حدود الأردن مع الكيان المحتل.
والرواية التي يُفبركها اليمين الاسرائيلي اليوم هي تلك التي تحاول الإيحاء أن الحدود الأردنية مع فلسطين المحتلة منفلتة ويستخدمها الايرانيون لا بل تزيد باتجاه تنميط رواية وسردية تتحدث عن رغبة الحرس الثوري الإيراني بتسليح أهل الضفة الغربية خلافا للوقائع حيث لا اختراقات من أي صنف عمليا للحدود الأردنية مع فلسطين المحتلة.
وبهذا المعنى تحرّك وزير خارجية الكيان إلى منطقة التحرش والمناكفة بالأردن منضما إلى الوزيرين سموتريتش وبن غفير في الوقت الذي دعم فيه الصفدي ردا على الحكومة الإسرائيلية وعلنا جهد بعض الدول الاوروبية لمعاقبة ومحاسبة الوزيرين سيموريتش وبن غفير بالإسم باعتبارهما من دعاة تبرير للإبادة والقتل الجماعي في اسرائيل.
في فلسطين المحتلة الثابت الآن أن الجانب الإسرائيلي يُحاول العودة إلى مسألة الإطار الأمني عبر ضم الأغوار.
وهي مسألة أو خطوة قد تعني أن مبرر استمرار اتفاقية وادي عربة فقد قيمته السياسية الحقيقية كما تعني أن الاستراتيجية الأردنية في احتكاك مباشر هذه المرة مع ما يسميه أو تسميه قوى الشارع الأردني عمليا بأطماع اليمين الإسرائيلي.