زاد الاردن الاخباري -
عمان-وقعت القاصة مرام رحمون، أول من أمس، مجموعتها القصصية "قشر البرتقال"، التي صدرت بدعم من وزارة الثقافة ضمن منشورات "إربد عاصمة الثقافة العربية 2022".وذلك في حفل أقامه منتدى الرواد الكبار.
جاءت المجموعة في قسمين: الأول، ثماني قصص مستمدة من الموروث الشعبي، وهي: "عين حمد، الألفية، قشر البرتقال، بوظة، الأمل الدفين، أنيسة، جدتي قمر، فتحي الأخرس"، والثاني يضم ثمان قصص واقعية اجتماعية، وهي "كعب عال، نعنع خاص، أبيض أبيض، مدخن بالكراميل، دمية بمقياس قط، أرواح سبعة، نحس، عزف منفرد".
شارك في الحفل الذي ادارته المستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص، وتحدث فيه كل من الناقدة الدكتورة دلال عنبتاوي، وقدم السينارست حسن خضر شهادة إبداعية، وحضره جمهور من رواد المنتدى.
جاءت في كلمة مديرة المنتدى هيفاء البشير، "نحتفي في هذه الأمسية بالقاصة مرام رحمون والدكتورة دلال عنبتاوي، التي ستضيئ على المجموعة القصصية "قشر البرتقال"، ومعنا السينارست حسن للحديث عن هذه للقاصة، التي جمعت ما بين عراقة مدينة دمشق، وجمال وقرابة مدينة أربد، فصنعت فكرها الخاص، وكتبت فأبدعت، فكان لها كتاب "نرجس أزرق"، ومجموعتها القصصية "قشر البرتقال"، وهي ناشطة اجتماعية في الثقافة وحقوق المرأة.
فيما قالت الناقدة الدكتورة دلال عنبتاوي في ورقتها التي جاءت بعنوان "قراءة في المجموعة القصصية (قشر البرتقال)"، والموروث الشعبي وأثره على القص، مبينة ان هذه المجموعة التي جاء عنوانها من عنوان قصة مهمة فيها وهي قصة "قشر البرتقال"، التي عبرت من خلالها القاصة عن "بركة إربد"، وسعيدة التي ارتبط اسمها بتلك المنطقة في إربد وذاك الشاب المبروك زوج سعيدة.
ورأت عنبتاوي أن هذه المجموعة عملت على طرح نموذجين للقص أحدهما قام على الموروث الشعبي وقصصه/ والآخر اتخذ من الواقع بيئة ثرية له وقد ظهر الموروث الشعبي في هذه المجموعة من خلال القصص التي ضمنتها القاصة واتكأت عليها في بناء أحداث القصة وتفاصيلها بحيث اتخذت من تلك الحكايا القديمة مادة ثرية لإعادة قصها ضمن بنى تقترب من الإبداع تارة وتتماهى مع الواقع المعيش تارة أخرى فلم تغب حكايا الجدات وصورهن وظلت حاضرة في هذا الموروث لتأكد على حضوره وأهميته وقيمته في نسج القصص.
وأشارت عنبتاوي إلى أن "مفهوم الموروث الشعبي"، أو "التراث" أو "الإرث" أو "الموروث الشعبي"، كلها مسميات تحمل بمفهومها العام مختلف أنواع الثقافة ببعديها المادي والمعنوي، من معتقدات وحكايات وفنون شعبية وعادات وتقاليد، وما شابه، وكل ما قدمه الإنسان لمجتمعه، بحيث أضحى التراث مفهوماً عاماً يشمل ما يتصل بالصناعات والحرف التقليدية والفنون التشكيلية، ويعد هذا التراث لأي شعب هو انعكاس لحياة أي شعب، وعقائده، وما يحمله من أفكار وهموم وآلام وآمال. والتراث العربي في المجمل متشابه لأنه تراث أمة تحققت لها كل عوامل الوحدة والتجمع والتشابه والتناسق والتكامل، وإن تمايز في بعض الجزئيات لكنه في النهاية يجمعه مع الأشقاء الآخرين الكثير من العوامل المشتركة، كالمعتقدات الدينية والثقافة واللغة.
اما حول توظيف الاسماء في المجموعة فقد جاءت كما رأت عنبتاوي "عين حمد/ أنيسة/ جدتي قمر/ فتحي الأخرس"، موضحة إن لمثل هذا التوظيف ما يبرره إذ كثيرا ما ترتبط قصص التراث الشعبي بأشخاص لهم حضورهم في البيئة الشعبية لصفات أو لكرامات يمتلكونها أهلتهم أن يكون لهم انتشار وحضور لافت بين فئات الشعب بل لقد سميت في بعض الأحيان الأحياء الشعبية بأسماء هؤلاء الأشخاص ولعل نموذج ذلك نجده قد جاء من خلال توظيف الاسم واعتباره الدالة الأولى والباب الأول للدخول إلى عالم الموروث الشعبي ونبش خفاياه.
وخلصت عنبتاوي إلى إن تراثنا العربي يزخر بالكثير من القصص والحكايات من مثل أمنا الغولة والشاطر حسن وغيرهم ومازالت للآن تلك الحكايا والقصص تشكل إرثا تتناقله الأجيال من جيل لجيل، ولا يمكننا التخلي أو الاستغناء عنه بأي شكل من الأشكال لكننا بتنا بحاجة ماسة لمن يعيد قراءته لنا مرة أخرى وبطريقة جميلة جديدة وممتعة.
فيما قال السناريست حسن خضر تحتفي بهذه المجموعة بقصص نوعية حملت عناوين محكية، بدأت بـ"عين حمد"، التي غلفتها بـ"قشر البرتقال"، حيث تناوب عليها بدفين "فتحي الأخرس"، "جدتي قمر"، التي سكنت بجوار "أنيسة الخبيثة"، لتخرج من عبارة الشعبي موروثها وترتاح عند قلمها الإجتماعي وترى كعبها العالي أبيض أبيض بعد أن شربت النعناع الخاص حتى تعبت وتراها تجلس مراقبة فتيل ليل دافئ مدخن بالكراميل، وأرواحه السبعة.
واضاف حسن أن المؤلفة خرجت من إطار السرد التقليدي واختصرت قصصها بدمج أدبي رائع، وربطت فكرة العمل الادبي مع الحدث، فكانت تدور مجاملة ذاتها في فلك العطاء المهني من وصف للشخصيات ودقة التناغم الحسي، مع سيناريو القصة الفردية وفكرة العمل الكلي ليمضي الإبداع الذاتي بحنان عجيب، حيث تفوقت على نفسها وعلى قلمها، تلك الأديبة الطالعة من عالم اللا مألوف لدقة الموصوف.
ورأى حسن أن رحمون انتزعت اعتراف الجدة قمر بحزن تغلغل وتشبث وكبر مع فقدان ابنها الشهيد، وهم حفيدها اليتيم اللطيم وتربيته، لقد سافرت المؤلفة في عالم الشخصية إلى ابعد الحدود، واتحدت مع شخصياتها ورسمت قبر الموت واختارت لغة اللحد فكانت كلمات اللطيم لجدته ياجده كنت اول من رأني وانا آخر من رآكِ، وحملت شخصيتها لغة اللقاء للبقاء بعد أن أهال التراب عليها وصوت حفيدها يبحث عن عينيها سلمي يا جدة على ابوي، واستطاعت السيطرة على شخصياتها، وربطت الحالة العاطفية والنفسية بتصوير الحدث بكاميرا خفية.
وخلص حسن إلى أن رحمون امتلكت القدرة لرفع مستوى الحدث من سطور على الورق لروح وجسد ولسان يتحدث بينهم حيث ابدعت بخياطة الوقت في نعنعها الخاص وهذه من الجمل المستعارة التي تحتاج لوقوف عندها وسير فحواها
فيما قرأت رحمون قرأت ثلاثة قصص هي "جدتي قمر، فتحي الأخرس، ونعنع خاص".