زاد الاردن الاخباري -
قال رئيس الجمعية الفلكية الأردنية عمار السكجي، إن نجم سهيل من النجوم الجنوبية وله أهمية عند العرب واستخدم رؤيته كتقويم نجمي للدلالة التقريبية على انتهاء الصيف وبداية الشتاء.
وأضاف في تصريح أن نجم سهيل ارتبط معه العديد من الأمثال الشعبية والقصص، وله أهمية في حسابات المواسم والملاحة عند بعض الحضارات القديمة مثل المصريين والهنود والصينيين وغيرهم، مبينا أن النجم "ثاني ألمع نجم" في السماء ليلا بعد نجم الشعرى اليمانية، وهو نجم عملاق أبيض ويبتعد عن كوكب الأرض مسافة 310 سنوات ضوئية.
وأوضح السكجي أن شروق نجم سهيل تزامن في الأردن مع شروق الشمس يوم 27 آب/أغسطس الماضي، وبعد ذلك يبدأ شروق نجم سهيل يسبق شروق الشمس، حتى نصل إلى يوم 5 أيلول/سبتمبر، إذ يكون ارتفاع نجم سهيل نحو درجتين و26 دقيقة عند شروق ذلك اليوم، ويستمر نجم سهيل في الظهور والارتفاع حتى يصل إلى 5 درجات في نهاية أيلول/سبتمبر الحالي.
وأشار إلى أن مشاهدة نجم سهيل في الأردن قبل 5 أيلول/سبتمبر فيها صعوبة حتى باستخدام الأدوات البصرية من تلسكوبات ونواظير وكاميرات، ثم تقل الصعوبة حتى يمكن مشاهدته بالعين المجردة بسهولة إلى نهاية شهر أيلول/سبتمبر الحالي في اتجاه الجنوب.
ونصح السكجي بعد منتصف الشهر الحالي بالنظر إلى الأفق الجنوبي للأردن، من موقع مرتفع نسبيا، لكي يرى بوضوح بالعين المجردة في حالة عدم وجود غيوم مع توفر المعايير الفلكية.
وأضاف أنه "لأهمية هذا النجم، ذهب عالم الفلك والفيلسوف ابن رشد إلى مراكش لمراقبة هذا النجم في عام 1153، لأنه كان غير مرئي في موطنه (قرطبة)، لإثبات كروية الأرض واستخدمه العرب قديما مع النجم القطبي للمسير الليلي.
وبين السكجي أنه "كون سطوع النجم وموقعه بعيدا عن مسار الشمس الظاهري (مدار البروج) فقد كان له أهمية في الملاحة الفضائية، وبعض المركبات الفضائية تحمل العديد من الكاميرات وسميت باسمه، واستخدمت موقعه مارينر 4 في عام 1964 وهي المرة الأولى التي تم استخدام موقع نجم في الفضاء، ويظهر كرمز على علم البرازيل، وهو يرمز إلى ولاية غوياس".
وأشار إلى أنه تمت تسمية غواصتين تابعتين للبحرية الأميركية على اسم كانوب (سهيل)، فيما قامت البحرية الملكية البريطانية ببناء تسع سفن من فئة كانوب (سهيل) في أوائل القرن التاسع عشر، وستة سفن حربية من فئة كانوب (سهيل) التي دخلت الخدمة بين عامي 1899 و1902.