الرفاعي: القضاء العادل ضمانة حقيقية لنجاح برامج الإصلاح السياسي والاقتصادي

زاد الاردن الاخباري -

 أكد رئيس الوزراء سمير الرفاعي أن القضاء العادل متطلب أساسي وضمانة حقيقية لنجاح جميع برامج الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وان اهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني المستمر بالقضاء وتطويره ودعمه يعزز من دوره الاساسي في حماية الحريات والاستثمار.

كما أكد التزام الحكومة بالتوجيهات الملكية السامية بدعم برنامج قضاة المستقبل الذي يأتي تجسيدا لرؤى جلالته في رفد الجهاز القضائي بالكوادر المؤهلة والقادرة على اداء رسالة القضاء وتحقيق العدالة.

 جاء حديث رئيس الوزراء هذا خلال لقائه في الجامعة الاردنية امس مع طلبة برنامج قضاة المستقبل بحضور رئيس محكمة التمييز رئيس المجلس القضائي راتب الوزني ووزير العدل ايمن عوده ورئيس الجامعة الاردنية الدكتور خالد الكركي.

وفي الوقت الذي اكد فيه رئيس الوزراء استعداد الحكومة لتقديم كل ما من شأنه تحقيق اهداف هذا البرنامج ليستمر في مد الجهاز القضائي بالطاقات المؤهلة التي ستحمل المسؤولية على اكمل وجه دعا طلبة البرنامج الى الحصول على المعرفة بارقى مستوياتها وإعداد انفسهم الإعداد الكامل للانخراط في العمل القضائي .

 وشدد الرفاعي على ان النظرة الاستشرافية لقيادتنا الحكيمة لمستقبل الاردن مبنية بشكل اساسي على عنصر الشباب المؤهل بالعلم والخبرة لإحداث التغيير المطلوب ومواجهة مختلف التحديات التي تواجه وطننا. ولفت الرفاعي بهذا الصدد الى أن الوطن يمر بتحديات على صعد مختلفة، مؤكدا ان التعامل مع هذه التحديات يتطلب طروحات غير تقليدية وجدية في العمل والسعي الى التميز في جميع أمورنا، وأن التحديات التي تواجهنا هي تحديات سياسية واقتصادية.

وأضاف ان هذه التحديات على المستوى السياسي تتمثل بان المنطقة تمر بمشكلة تعثر عملية السلام وحالة عدم الاستقرار السياسي فيها في حين ان التحديات الاقتصادية يمكن إيجازها بعجز الموازنة والمديونية وتنافسية الاقتصاد والفقر والبطالة.

وقال "منذ نحو سبعين يوما كلفني جلالة الملك بتشكيل الحكومة وحدد الأطر والمحاور الرئيسية التي من المتوقع ان تسهم في ايجاد الحلول للتحديات وتؤدي الى الارتقاء بمستوى حياة المواطن"، مبينا ان برنامج  الحكومة الشامل الذي باركه جلالة الملك الأسبوع الماضي يتضمن تحديد الأولويات خلال الفترة المقبلة لمواجهة التحديات التي يمر بها الاردن.

وقال رئيس الوزراء "لدينا استحقاقات دستورية هذا العام اهمها إجراء الانتخابات النيابية في الربع الأخير من هذا العام"، مؤكدا على دور الشباب المهم في المشاركة الفاعلة في هذه الانتخابات لجهة إحداث التغيير الإيجابي المنشود.

وجرى حوار بين رئيس الوزراء وطلبة البرنامج أجاب خلاله الرفاعي على اسئلتهم واستفساراتهم حيث اوضح في رده على سؤال حول تأثيرات الازمة المالية العالمية على الاردن ان جميع اقتصاديات الدول تاثرت بهذه الازمة دون استثناء لكن الاثر على الاقتصاد الاردني كان اقل من بقية الدول بفضل الاجراءات الحكيمة التي اتخذتها الحكومة والبنك المركزي. وشرح رئيس الوزراء للطلبة التحديات الاقتصادية التي تواجهها المملكة والسياسات والاجراءات التي من المقرر ان تنتهجها الحكومة للتعامل مع هذه التحديات. وبين ان الحكومة وضعت سيناريوهات متعددة للتخفيف من عجز الموازنة تتركز على تخفيض حجم الانفاق الحكومي وزيادة مشاركة القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي.

واستعرض رئيس الوزراء موقف الأردن من تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الاوسط مشددا على ان جهود جلالة الملك والدبلوماسية الاردنية منصبة على ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.

 وأوضح بهذا الصدد أن تسوية القضية الفلسطينية بشكل عادل ستسهم في حل جميع قضايا المنطقة مشيرا الى الجهود والتحركات المكثفة خلال الفترة القليلة الماضية لكسر الجمود في عملية السلام وتحريك المفاوضات.

 يشار إلى ان برنامج قضاة المستقبل يحظى باهتمام خاص من لدن جلالة الملك عبدالله الثاني حيث يهدف الى استقطاب الطلبة المتفوقين في الثانوية العامة واوائل الطلبة والخريجين في كليات الحقوق من الجنسين وفق أسس ومعايير شفافة وموضوعية ومعلنة بغية اعدادهم لتولي الوظائف القضائية.

 وقال رئيس محكمة التمييز رئيس المجلس القضائي راتب الوزني انه وبتوجيه من جلالة الملك عبد الله الثاني بان يكون قضاؤنا متميزا وعصريا فقد تم استحداث نظام قضاة المستقبل ليكون القضاء الأردني اكثر الأنظمة القضائية تطورا في المنطقة.

وأكد أن طلبة البرنامج الذين يتم اختيارهم لحصولهم على أعلى العلامات في الثانوية العامة أو أثناء دراستهم الجامعية في القانون سيكونون رافدا غنيا وغزيرا لقضائنا الذي نفتخر به وسيكونون أداة للتطوير والتحديث في الجهاز القضائي.

 من جانبه أكد وزير العدل أيمن عودة سعي الوزارة إلى مأسسة جميع شؤون طلبة برنامج قضاة المستقبل منذ لحظة ابتعاثهم الى حين إكمال مراحلهم الدراسية ومن ثم التحاقهم في المعهد القضائي حيث سيصبحون مساعدين قضائيين بعد ان تم استحداث هذا المنصب الوظيفي عام 2008.

واكد ايضا انه سيتم تحسين البيئة التشريعية الكفيلة بتمكين المساعدين القضائيين خلال هذه المرحلة الوسيطة من القيام بمهام قانونية في الوزارة ومن التدرب على اعمال قضائية.

وأعلن الدكتور خالد الكركي عن تخصيص خمس بعثات لأوائل طلبة برنامج قضاة المستقبل لإكمال دراستهم في مرحلتي الماجستير والدكتوراه في الجامعات العالمية العريقة.

وبين أن الجامعة التي تقف على أعتاب الخمسين عاما على تأسيسها تحاول ان تقيم تجربتها بهدف تطوير مخرجاتها التعليمية والبحثية . وكشف الكركي ان لدى الجامعة خططا ومشاريع مستقبلية أبرزها إيفاد خمسمئة طالب للجامعات العالمية خلال السنوات القادمة لإكمال دراساتهم العليا ،مشيرا الى ان الجامعة خصصت 10 بالمئة من ميزانيتها لغايات البحث العلمي وهي أعلى ما خصصته الجامعة لتنمية البحث العلمي منذ تأسيسها.

 واستعرض الطالب ذياب شتات من برنامج قضاة المستقبل تجربته في البرنامج مؤكدا أهميته في تطوير قدرات الطلبة وتأهيلهم وإعدادهم لتقلد منصب القضاء في المستقبل.

وأكدت الطالبة إسلام المجالي كذلك ان القضاء الاردني مطمح لكل شاب اردني وهو رسالة نبيلة لاقامة العدل بين الناس.

 وتجول رئيس الوزراء في حرم الجامعة الاردنية يرافقه رئيسها الدكتور خالد الكركي واستمع من الطلبة حول القضايا والأمور المتعلقة بمسيرة التعليم في الجامعة.