أول أمس: كنتُ على موعد مع "طالبات العمر الحسّاس".. فقد دعتني "الأبلة" شروق "باسم إدارة مدرسة جبل عمان الأساسية للبنات" لأن أقرأ بعضاً من نصوصي الساخرة.. ومناقشة الطالبات..،،.
أخذت معي صديقي مأمون الصيفي.. وانطلقنا..،، استقبلتنا مديرة المدرسة "الأبلة ابتسام".. تحدثنا عن الأدب والسخرية.. قبل أن أكون في مواجهة "ثمانين طالبة" من طالبات السابع والثامن والتاسع.. يعني كلهن في مرحلة العمر الحساس والأكثر خطورة..،، وكما قالت لي الأبلة شروق: فقد تم اختيار الطالباات على الفرازة لحضور النشاط الساخر..،، يعني بنات نخب أول أو "فهم أول"..،،.
ماذا سأقول لهن.. كل كلمة محسوبة عليّ.. أي كلمة الآن لن تنمحي من الذاكرة.. فكما أذكر بالتفصيل دراستي بتلك المرحلة: لا بدّ أنهن سيذكرن بالتفصيل أيضاً كل حركاتي..،، همي الأول هو تحبيبهن بشيء اسمه "الكتابة الساخرة" بعيداً عن التهريج و السطحية..،، قرأت نصوصاً اخترتها بعناية فائقة: بعيداً عن السياسة بالطبع وبعيداً عن الشكوى من الحكومات.. لم أصدّق كل هذا التفاعل و طلبهن مني المزيد من القراءة..،، تعبتُ من القراءة.. شربتُ شوية ميّة.. وفتحنا باب النقاش..،،.
أكاد أجزم أن الثمانين طالبة لديهن أسئلة.. فالأيادي كلها مرفوعة.. حتى التي كانت تسأل: كانت ترفع يدها من جديد..،، كان هناك سؤال: عن بداياتي.. وعن "ناقص هزيمات" كيف عرفن به مع اني ما جبت سيرته.. وسؤال عن طقس الكتابة.. وعن الكتابة اليومية.. وسؤال عن رئيس التحرير المسؤول.. أسئلة كثيرة.. وكان هناك سؤال عن الحب وموقفي من عيد الحب..،،.
انتهى الوقت.. هذا الوقت الذي ينتهي سريعاً في الأشياء الحلوة.. غادرتُ الصف وأيدي طالبات العمر الحساس ما زالت مرفوعة يردن أن أجيب عن أسئلتهن.. ولكن الأمر ليس بيدي.. ولو كان الأمر لي لمكثتُ هناك وما خرجت إلا ومعي ثلاث كاتبات ساخرات على الأقل: أقدمهن للأردن بنشوة المحب..،،.
abo_watan@yahoo.com