زاد الاردن الاخباري -
في أحد المقاهي الهادئة في نينوى، جلسنا مع الفنان الشاب عبدالله شعيب لنتحدث عن رحلته الفنية وتأثيرها في توحيد القومية التركمانية في العراق. عبدالله شعيب، ابن محافظة نينوى، هو فنان تركماني شاب ولد في عام 2002. منذ صغره، كان عبدالله محاطًا بالموسيقى التركية، إذ كانت تعزف في كل مكان من حوله، الأمر الذي شكل جزءاً كبيراً من هويته الفنية.
البدايات والتحديات
س: كيف بدأت رحلتك في عالم الفن؟
عبدالله: "بدأت في الكتابة والتعبير من خلال الشعر وكلمات الأغاني باللغة التركية. كان هذا بالنسبة لي وسيلة لتواصل مع تراثي وثقافتي التركمانية. في البداية، لم أكن أفكر في أداء الأغاني، لكن شعرت بالحاجة إلى أن أنقل رسالتي وأحاسيسي بشكل أعمق، فبدأت بإنتاج أول عمل فني لي وهو أغنية "aşkın atışı" في عام 2023."
توحيد القومية التركمانية من خلال الفن
س: كيف ترى تأثير الفن، وخاصة موسيقاك، في توحيد القومية التركمانية؟
عبدالله: "الفن هو أداة قوية للتعبير عن الهوية والثقافة. عندما أديت أغنيتي "aşkın atışı"، لم أكن أسعى فقط لإنتاج أغنية ناجحة، بل كنت أهدف إلى توصيل صوت القومية التركمانية وإبراز ثقافتنا للعالم. الأغاني التركية والتراث الموسيقي التركماني لهما قدرة كبيرة على توحيد الشعب، لأنها تمثل جزءاً من هويتنا وتاريخنا."
س: كيف استقبل الجمهور التركماني أغنيتك؟
عبدالله: "الأغنية حققت نجاحاً واسعاً، حيث حصلت على 62 ألف مشاهدة على قناتي في اليوتيوب، وهذا بحد ذاته كان مؤشرًا إيجابيًا لي. استقبل الجمهور التركماني العمل بحماس وفخر، حيث شعروا بأنهم يمثلون في المجال الفني من خلال لغتهم وثقافتهم."
التحديات والإنجازات
س: ما هي التحديات التي واجهتها كفنان تركماني شاب؟
عبدالله: "كان من الصعب العثور على الدعم والتمويل، خاصة أنني اخترت تقديم الراب باللغة التركية، وهو شيء جديد على الساحة التركمانية في العراق. لكنني تعاونت مع قنوات تركية معروفة مثل "netd" لنشر أعمالي على منصات عالمية مثل سبوتيفاي وأنغامي، وهذا ساعدني في الوصول إلى جمهور أوسع."
س: حدثنا عن أغنيتك الثانية "mevlam bir çok dert vermiş" وكيف ساهمت في تعزيز رسالتك الفنية.
عبدالله: "هذه الأغنية تحمل مشاعر عميقة وتعبر عن التحديات والصعوبات التي يمر بها الإنسان. أردت أن أعيد إحياء هذه الأغنية التركية القديمة التي صدرت لأول مرة في 2005، لأربط بين الماضي والحاضر ولأظهر أن القومية التركمانية لها جذور تمتد في الموسيقى والفن. الأغنية لاقت إعجاباً كبيراً وأعتقد أنها ساعدت في تعزيز الروابط بين الأجيال المختلفة من التركمان."
الرؤية المستقبلية
س: ما هي طموحاتك المستقبلية وكيف ترى دور الفن في المستقبل؟
عبدالله: "أطمح إلى تقديم المزيد من الأعمال الفنية التي تعبر عن الهوية التركمانية وتجسد قضايا مجتمعنا. أرى أن الفن يمكن أن يكون جسراً للتواصل بين الثقافات المختلفة وأداة لتوحيد المجتمع. أريد أن أكون جزءاً من هذه الرحلة وأن أساهم في نشر الفن التركماني ليصل إلى كافة أنحاء العالم."
عبدالله شعيب هو مثال حي على كيف يمكن للفن أن يلعب دوراً محورياً في توحيد القومية وبث روح الفخر والانتماء بين أفراد المجتمع. من خلال موسيقاه، استطاع أن ينقل رسالة تحمل في طياتها الثقافة والهوية التركمانية، مما يجعله رمزاً للشباب التركماني الطموح في العراق.