يروي لنا أحد شباب حارتنا عن ما حدث مع عقله صديقة الذي تربطه به علاقة صداقة حميمة منذ الطفولة ،عقله ابن الحارة الفوقه والذي أصبح على مشارف الثلاثين من عمره ، رغم انه بلا وظيفة رسمية إلا أنه يعمل بكل جد واجتهاد في الأعمال الحرة والشاقة منذ أن تخرّج من الجامعة ... يقول ابن حارتنا : خطب عقله بنت جيرانه وأتزوجها ، ومن بداية الخطوبة وعقله يحاول أن ينفذ ما طلبت منه خطيبته ، (بدها إياه زلمة رومانسي) ، وما زالت بعد الزواج تصرّ عليه بهذا الطلب على قول : شوف الممثلين شلون بالمسلسلات ... المهم عقله صار يحضر مسلسلات محلية وعربية ورومانسية وتركية ... وفي أحد المرات كان يحضر مسلسل لحاله .. بطل المسلسل أخذ خطيبته على مطعم ، وقبل ما يطلب الأكل قام البطل بضرب خطيبته كف صغير ، فهي زعلت ودموعها نزلت ، فقال بطل المسلسل لها: "إني أحبك عندما تبكينا ، وأحب وجهك غائماً وحزينا ، تلك الدموع الهاميات أحبها ، وأحب خلف سقوطها تشرينا ، بعض النساء وجوههن جميلة ، وتصير أجمل عندما يبكينا" .. بعدها تبسمت ومسح البطل الدموع عنها وطلبوا الطعام وخرجوا من المطعم مبسوطين ومتقاودين ... المهم الفكرة هاي عجبت عقله وخشّت دماغه وقرر يعملها مع زوجته .. بعد يومين أخذ عقله زوجته على المطعم وطلب مشاوي عالفحم من جميع أنواعه .. وبعد ما فرش العامل الطاولة وحط عليها الأكل المرتب ، هات يا عقله بكف خماسي على وجه زوجته (عمى ضوها ) وقبل ما يقول : إني أحبك ... أخذ صياح ومسبات من اللي بتعجبك واللي ما بتعجبك ، غير الأكل اللي وقع عن الطاولة ، يعني فضيحة وعليها شهود ... وكل واحد منهم روّح لحاله ... ولغاية الآن عقله ببعث جاهات مشان يرجع زوجته، وهي مش قابلة، مع إنه برّر لها الموقف مشان الرومانسية لكن حاطه رجليها بالحيط إنها ما ترجع ...
فنقول لمثل هؤلاء الذين يحاولون التشبه بالمسلسلات والممثلين : بأن هذا الشيء اسمه تمثيل مش حقيقة .. والرومانسية الحقيقية هي ما يترجمه الواقع من أفعال وتعامل واهتمام ... وإحنا متنا حتى خلصنا من المسلسل التركي اللي كان فيه مهند ونور وسمر ، لأن الشباب كان بده يخطب وحده مثل سمر ونور ، والبنات بدهن مثل مهند ... يعني طاسه وضايعة ، واللي مثل المسكين عقله بطلع على الورشة قبل طلوع الضوء وبرجع بعد غياب الشمس هذا شو بده يطلع منه الحزين رومانسية ،والله العرق اللي بخرج منه أحسن من مليون رومانسية ... فما في داعي للتشبيه بشغلات والله ما هي لينا فنهتم بالكلام أكثر من الأفعال و واقع الحال ... ومشان ما يصيبنا مثل عقله لما أجا يترومس بدل ما يكحلها عورها ..