عاهد الدحدل العظامات - نقاط إيجابيّة مُبشرة في بداية عهد حكومي جديد ومُختلف، أولها: عندما تفاعل رئيس الوزراء الجديد مع إنتقاد ناشطين لوضعه على بروفايله الخاص في منصة إكس صفة " رئيس الوزراء " ما قبل تشكيله للفريق الحكومي، وأداء القسم. فقام وأضاف كلمة" المُكلف" من هُنا نستطيع أن نقرأ عنواناً عريضاً للمرحلة القادمة في إنفتاح حكومي على آراء الناس ورحابة صدرها وتقبلها للرأي الآخر، ومحاولة إصلاح الخلل الذي يوردونه في نقدهم البناء. لا أرى أن الرئيس قد وقع في خطأ عندما رأى في نفسه أنه رئيساً للوزراء ما قبل أداء القسم، فبمجرد أن صدرت الإرادة الملكية بتكليفه وأصبح محط ثقة الملك هو فعلياً أصبح رئيساً للحكومة بعيداً عن أي مُبررات أخرى. ومع ذلك تراجع، وهذا يُحسب له في رصيده الشخصي والمنصبي.
وثانيها: لقائه مع الأحزاب ومشاوراته معهم حيال التشكيلة الحكومية التي خرجت بإشراكهم فيها، وهذا ما يُعزز دور العمل الحزبي ويدعم المشروع الوطني في الإصلاح والتحديث الذي بدأناه، فدور الأحزاب أصبح مُهماً ورئيساً بعد إجراء الإنتخابات وفق آلية جديدة، إستطاعت خلالها بعض الأحزاب من إقناع المُقترعين ببرامجها وخططها، ما دفع بها إلى قُبة البرلمان. ومع عدم رضى المنظومة الحزبية برمتها في نتائج الصناديق التي فاجأتها، إلا أن التجربة الحزيية لا تزال في بداياتها وسيُكتب لها النجاح لو ثابرت الأحزاب ذاتها لذلك في ظل حماس وتشجيع الدولة الغير مسبوق لها.
ثالثا: ما جاء على لسان الرئيس في أول إجتماع للفريق الوزاري الجديد حينما أعلن عن أن المحافظات ستكون مركزية إجتماعات الحكومة لمُتابعة المشاكل والإحتياجات عن قُرب، قائلاً: أنه سيكون بين المواطنين في محافظاتهم ومناطقهم. لم نسمع من رئيس حكومة هذا الكلام مُنذ فترة طويلة، وهذا ما يدفعنا للنظر بعين مُتفائلة بالعمل الذي ستقوم به هذه الحكومة التي تلتزم بكتاب التكليف السامي، وفق ما جاء على لسان رئيسها في إجتماعه الأول مع الوزراء. ولا أعتقد أن ما قاله رئيس الوزراء حول ميدانية عمل الحكومة ووجوده على رأسها في المحافظات مجرد كلام فضفاض. فالمرحلة المُقبلة تتطلب جُهد حكومي في ميدان الوطن، وهذا ما يوجه الملك الحكومات بشكل مستمر ودائم. وهذه الحكومة تعي أهميّة المرحلة لذا، فإنها ستُطبق مضامين التكليف الملكي السامي بحذافيره.