زاد الاردن الاخباري -
\"إلى معالي وزير الشباب ..بعد التحية \"
بقلم علي شهاب عضيبات
لقد توسم الكثيرين من أبناء الشعب الأردني خيراً في معالي وزير الشباب الجديد ، المعروف أصلاً لدى الشعب الأردني ، وخاصة بعد أن سمع الناس عن قراراته التي حاول من خلالها الحفاظ على أموال الشعب.... واستبشروا بقدومه الميمون داخل الحكومة .. لأنه رجل مشهود له بالنزاهة والاستقامة ولا نزكي على الله أحداً .. ولكن من شابه أباه فما ظلم.
معالي وزير الشباب الأكرم ,
أنا المواطن البسيط- بعد التسليم بما كتبه الله سبحانه وتعالى – أتمنى أن أعيش بسلام داخل وطني ، وأتمنى أن أربي أولادي في بلد تسوده المحبة والحرية وكرامة الإنسان .. وإنه مما يزرع الألم داخل النفس ، أن تسمع عن هذه المشاجرات بعد الكثير من المباريات التي اتسمت دائما بالعنصريات البغيضة بين أبناء الشعب الواحد .. فهل أصبح من السهل على الدولة أن تترك الحبل على الغارب لكي تتأجج الفرقة التي تخدم أعداء الأمة ؟
يا سيدي الكريم .. ما حاجتنا إلى مباريات تؤدي إلى خسارة روح الألفة بين الناس !! وتؤدي إلى زرع الفتن ؟؟ نحن نحتاج وطن أكثر من حاجتنا إلى الرياضة ... نحتاج الأمن والأمان في وقت عصيب هبت فيه رياح الخطر من كل حدب وصوب.. ونحن كمسلمين وعرب معنيين بتعزيز الوحدة لا الفرقة .. معنيين بتعزيز التعايش السلمي الذي اتسمت بهِ بلادنا الغالية منذ زمن .. ولكن- بعد حمد الله وشكره- قدر الله أن تتسارع الأحداث داخل الأردن وخارجه ... وها هي الفتن قد أطلت برأسها وان لم نتصرف بحكمه فقد ننزلق إلى الهاوية لا سمح الله.
لقد ازداد التشرذم بين أبناء الشعب الواحد و بين أبناء العشيرة الواحدة ، وحتى بين العائلة الواحدة ، وجاءت الفتن \"كقطع الليل المظلم\" وأصبحنا في زمن \"يبيت فيه الحليم حيرانا\" كما أخبر الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم - فلماذا لا تتم موازنة الأمور بين المكاسب والخسائر؟؟ إن المواطن البسيط لن يهتم إذا فاز هذا الفريق أو ذاك ، لأنه مشغول بتوفير لقمة العيش لأولاده .. وتفكيره مشغول بالأمن في المجتمع ..هذا الأمن الذي كدنا نفقده لان هيبة الدولة بدأت تتراجع ، كما يراها الكثيرين بسبب الديمقراطيات المرتقبة التي يلهث وراءها الناس ، والتي فسرها الكثير خطأ .. فصرنا نرى منارات العلم في بلدنا تتحول إلى مسرح للمواجهات بين طلبة العلم ... وصرنا نسمع كل يوم عن اعتصام بسبب منطقي أو بدون سبب .. وصرنا نرى أن إغلاق الطرقات قد صار مشروعا في نظر البعض ... وصرنا نسمع بمسميات للحراكاتِ الشعبية ، وبعض هذه المسميات ما انزل الله بها من سلطان .. وفوق هذا وذاك جاءت هذه المباريات لتزيد الطين بله ... ولا نتمنى أن تكون القشة التي قصمت ظهر البعير ... فما حاجتنا إليها في هذه الظروف الحرجة؟؟؟ ألسنا بحاجه أن نضمد جروح الوطن النازفة بدل أن ننكأ جروحا قديمه؟
لقد كانت الرياضة دائماً رمزا للأخلاق الحميدة ، ومظهراً حضارياً للشعوب ... وقالوا إن العقل السليم في الجسم السليم .. أما عندنا فقد صار العقل العقيم في التشجيع العقيم ... وهذا كله ناتج عن الفكر العقيم .. فمن قال إن مباراة كرة قدم يترتب عليها مصير دوله؟؟ وقد رأينا قبل فتره أن مباراة بين دولتين عربيتين كادت أن تتسبب بنشوب حرب بين الدولتين لو كانت هناك حدود مشتركه بينهما .. وإنني أتساءل : كيف ستنتصر أمه قد تتحارب فيما بينها بسبب مباراة؟؟؟؟
سيدي معالي الوزير,أنا لا أطالب بإلغاء الرياضة في البلد .. وليس من حقي أن أطالب بهكذا طلب ، ولكن من حقي أن أطالب بالحفاظ على بلدي ... بالحفاظ على الدين والعرف والعادات والتقاليد .. فالواجب على الوزارة أن تقوم بموازنة المكاسب والخسائر قبل كل مباراة .. فان اتضح أن الخسائر ستكون أكبر من المكاسب وجب عليها إيقاف أو تأجيل هذه المباريات ... وقبل كل شيء يجب على الوزارة وكافة المؤسسات المعنية أن تقوم بتوعية الشعب على الممارسات الحضارية في تشجيع الرياضة ، ولماذا لا يتم القيام بحملة وطنية تهدف إلى جعل الرياضة عامل توحيد بدل أن تكون عامل تفريق؟
إن المواطن الأردني كان على الدوام صاحب رسالة .. وقد كان الأردن دوماً رئة لفلسطين .. أما فلسطين ، فهي عروس الأمة العربية والإسلامية .. وإنني لأستغرب هذه التصرفات التي تحدث عقب المباريات والتي يبدأ بعدها كل طرف بكيل الاتهامات للآخر بأنه هو المتسبب وأن قوات الأمن قامت بالاعتداء عليه إلى غير ذلك من الأخبار التي سببت صداعاً للمواطن الأردني ، ونحن بالفعل بغنى عنها... فلماذا لا نرفع شعار \"نعم لرياضة ذات هدف ورسالة ..ولا لرياضة غوغائية وهدامة \"؟؟؟
ودمتم بخير