الدول تفكر بموضوعية وقراراتها عقلانية بعكس الأحزاب والحركات المقاتلة التي تنقصها فنون السياسة وقواعد الحرب وإدارة الصراعات ولا تدرك معنى الاختراق الامني فتلدغ من ذات الجحر مرات ومرات كما حصل من اغتيالات أثناء تكرار تجمع قيادات حزب الله في لبنان.
إيران تصرفت بحكمه وفق مصلحتها فقط، واتخذت من المثل( قيس قبل ما تغيص) شعارا فانسحبت من الصراع انسحابا دبلوماسيا صامتا بعد أن أدركت انه لا طاقة لها بمواجهة العدوان الصهيوني المدعوم أمريكا واروبيا منقلبه بذلك على حليفيها حزب الله وحماس، وتخلت عنهما في أحلك الظروف وعلى رأي المثل (مئة قلبه ولا غلبه).
وأعدوا لهم من قوة،، يعني ان من لديه مسدس عليه ان لا يغامر، وان ينتظر لحين امتلاك دبابة تماثل دبابة العدو او تقترب منها، وفي السياق لا داعي للتذكير بأن جيش دولة المسلمين انسحب من معركة مؤته بعد أن اتضح عدم توازن القوى وانقذ سيدنا خالد بن الوليد الجيش، كان على أرض المعركة ثلاثة آلاف مسلم مقابل مائتي الف عدو مقاتل .ولا داعي للتذكير أيضا بأسلوب رسولنا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام بإتباع المواجهة المباشرة في الحروب وليس بالاختفاء في الأحياء السكنية وبين بيوت المسلمين، ضاربا بذلك أروعَ المثل على الرحمة والعدل في الحرب ومراعاة أعلى آدابها الإنسانية؛ ففي قتاله لا يفسد ولا يَقتل امرأة أو شيخًا أو طفلا، ولا يَتبع مُدبرا، ولا يُجهز على جريح، ولا يُمثِل بقتيل، ولا يسيء إلى أسير، ولا يتعرض لمسالم، لم يكن رسولنا يرمي العدو عن بعد من داخل الأحياء السكنية حتى لا يتمكن العدو من ايذاء غير المجاهدين من الأطفال والنساء والشيوخ او يدمر مساكنهم.
العدو الصهيوني الغاشم يمضي بتحقيق أهدافه بخطى ثابتة، قتل في لبنان اليوم زعيم حزب الله حسن نصرالله، وقبل ذلك قتل إسماعيل هنيه في إيران، وقتل خمسون الف فلسطيني في غزه ودمر بنيتها التحتية، وها هو يحكم قبضته على الضفة الغربية.
وهنا يبدو شتم العدو عملية ساذجه لا تفيد، والعنتريات الإعلامية الخطابية للتحريض على دخول الحرب مجرد فراغ، ولو أعطينا لكل واحد من مقاتلي المقالات والفيس بوك (بارودة) لرأيناهم يبادرون للفرار والاختباء في محرم النساء ورياض الأطفال.