أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
موجة برد سيبيرية تندفع إلى الأردن الأسبوع المقبل مسبوقة بالأمطار الأردن يوقع بيانًا لإقامة علاقات دبلوماسية مع تيمور الشرقية المومني: دعم الصحافة المتخصصة أمر أساسي وأولوية جرش .. مزارعون ينشدون فتح طرق إلى أراضيهم لإنهاء معاناتهم الأردن .. 750 مليون دينار العائد الاقتصادي للطلبة الوافدين ريال مدريد عينه على (الصفقة الصعبة). أيرلندا :نؤيد الجنائية الدولية بقوة السرطان يهدد بريطانيا .. سيكون سبباً رئيسياً لربع الوفيات المبكرة في 2050 أستراليا تتجه لسن قانون يمنع الأطفال من وسائل التواصل أمريكا ترفض قرار الجنائية الدولية إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وجالانت النفط يرتفع وسط قلق بشأن الإمدادات من جراء التوترات الجيوسياسية ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 44056 شهيدا تسكين بكالوريوس دكتور في الطب بجامعة اليرموك ابو صعيليك: حوار مثمر يدل على شعور بالمسؤولية نتنياهو: إسرائيل لن تعترف بقرار المحكمة الجنائية دول أوروبية: نلتزم باحترام قرار محكمة الجنائية الدولية توقف مفاوضات تجديد عقد محمد صلاح مع ليفربول وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو إذا زار إيطاليا أردني يفوز بمنحة لدراسة نباتات لعلاج ألم مزمن دون إدمان منتخب الشابات يخسر أمام هونغ كونغ
جدار نتنياهو وأثره على علاقاتنا مع إسرائيل ، في ظل التغيير الجيوسياسي ... !! د. رعد مبيضين.
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة جدار نتنياهو وأثره على علاقاتنا مع إسرائيل ، في...

جدار نتنياهو وأثره على علاقاتنا مع إسرائيل ، في ظل التغيير الجيوسياسي .. !!

03-10-2024 07:40 AM

في ضوء المتغيرات الإقليمية المتسارعة، يبرز الجدار الذي يخطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لبنائه على الحدود مع الأردن كإحدى الخطوات التي قد تؤدي إلى تعقيد العلاقات الأردنية-الإسرائيلية بشكل غير مسبوق ، ويأتي هذا الجدار في سياق سياسة إسرائيلية واضحة تسعى لترسيخ حقائق جديدة على الأرض في الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك ضم منطقة غور الأردن الاستراتيجية ، وبالتالي ، بعيدًا عن كونه مجرد حاجز أمني، يحمل هذا الجدار أبعادًا سياسية وجيوسياسية واسعة تؤثر بشكل مباشر على الأردن، وهو الحليف الاستراتيجي الذي ظل لعقود يلعب دورًا حاسمًا في استقرار المنطقة ، والأردن وإسرائيل وسط تحالف استراتيجي هش ، علماً بأن
العلاقات الأردنية-الإسرائيلية تعود إلى عقود، منذ توقيع معاهدة السلام بين البلدين في عام 1994، وهي علاقة قامت على أساس المصالح الأمنية المشتركة، حيث كان الأردن طرفًا أساسيًا في المعادلة الإقليمية، لا سيما فيما يتعلق بالأمن الإقليمي وعملية السلام في الشرق الأوسط ، ومع ذلك، ظلت هذه العلاقة دومًا هشّة تحت السطح، إذ تخللتها توترات سياسية وجغرافية، كان آخرها تلك المرتبطة بالقضية الفلسطينية، التي تظل جوهرًا مركزيًا في السياسة الأردنية ، و
إسرائيل، في المقابل، وعلى الرغم من ارتباطها بتحالفات أمنية وعسكرية مع الأردن، لم تتخلّ عن مشاريعها التوسعية ، إذ شهدت السنوات الأخيرة تزايدًا في الأنشطة الاستيطانية ومحاولات ضم الأراضي، بما في ذلك مخططات لضم غور الأردن، وهو ما يُعتبر تهديدًا مباشرًا لمصالح الأردن الجغرافية والسياسية ، وصولاً إلى جدار نتنياهو ، وهو أكثر من مجرد حاجز أمني ، فالجدار الذي يخطط نتنياهو لبنائه يمتد عبر حدود الأردن مع الضفة الغربية، ويدعي بأنه ضروري لأغراض "الأمن القومي" ومنع عمليات التسلل والتهريب ، ولكن بناء مثل هذا الجدار يتجاوز مجرد المخاوف الأمنية ليعكس استراتيجية إسرائيلية أكبر تهدف إلى تكريس السيطرة على الأراضي الفلسطينية وفرض حقائق جديدة على الأرض في مرحلة ما بعد الصراع ، ومن منظور سياسي، يمثل الجدار رسالة واضحة بأن إسرائيل تسعى لإعادة رسم الخارطة الجيوسياسية في المنطقة، ليس فقط على حساب الفلسطينيين، بل أيضًا على حساب دول الجوار مثل الأردن ، فالأردن لطالما اعتُبر الحامي للأماكن المقدسة الإسلامية في القدس، وداعمًا قويًا لحل الدولتين، إلا أن المخططات الإسرائيلية قد تهدف إلى تقليص هذا الدور تدريجيًا، ما يشكل تهديدًا وجوديًا للأردن ، وهذا ما يمظهر التداعيات الجيوسياسية على الأردن ، حيث تعتبر منطقة غور الأردن من أكثر المناطق حيوية من الناحية الجغرافية، وتشكل حاجزًا طبيعيًا بين الضفة الغربية والأردن ، وأي تحرك إسرائيلي نحو ضم هذه المنطقة أو إحاطتها بجدار سيزيد من تعقيد المعادلة الإقليمية ويضع الأردن في موقف صعب ، إذ ان هذا الجدار سيحاصر الأردن جغرافيًا ويحدّ من دوره الاستراتيجي في المنطقة ، في وقت يعاني فيه الأردن بالفعل من ضغوط اقتصادية وأمنية نتيجة للأوضاع في المنطقة، بما في ذلك أزمة اللاجئين والحروب المحيطة، وقد يجد نفسه مضطرًا للتصعيد ىدبلوماسيًا وربما أمنيًا لحماية مصالحه ، إذ أن التحرك الإسرائيلي الأخير يُنظر إليه كخطوة تجاه تحجيم الدور الأردني، وخلق واقع جيوسياسي جديد يجعل من الصعب على الأردن أن يحافظ على مكانته التقليدية كوسيط إقليمي رئيسي ، وقد جاء
الرد الفعل الأردني ، ضمن خيارات محدودة ولكنها حاسمة ، ففي ضوء هذه التطورات، تجد القيادة الأردنية نفسها أمام تحديات معقدة، تتطلب منها إعادة تقييم استراتيجية التعامل مع إسرائيل ، وجلالة الملك عبد الله الثاني أبدى سابقًا موقفًا صارمًا تجاه محاولات إسرائيلية مشابهة، وأشار إلى أن أي خطوات من هذا النوع قد تؤدي إلى "صدام كبير" ، و التحركات الأردنية الأخيرة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، التي جاءت كرد فعل على الاعتداءات الإسرائيلية في القدس، تشير إلى رغبة أردنية متزايدة في مواجهة هذه السياسات ، ومع ذلك، تبقى الخيارات الأردنية محدودة ، فالأردن يعتمد بشكل كبير على المساعدات الدولية، ويواجه تحديات داخلية تتعلق بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ، ومع أن الأردن يمتلك أوراقًا دبلوماسية قد يستخدمها في مواجهة إسرائيل، مثل تعليق بعض أوجه التعاون الأمني، إلا أن هذه الخيارات لا تزال محفوفة بالمخاطر ، والسؤال هنا : هل يتحول التوتر إلى مواجهة مفتوحة؟! وللإجابة نقول: السيناريو الأسوأ الذي قد ينتج عن بناء هذا الجدار هو انزلاق المنطقة إلى حالة من التصعيد العسكري أو الدبلوماسي الحاد ، فالأردن لن يقبل بأن يصبح محاصرًا جغرافيًا أو أن تتقلص مساحته الاستراتيجية دون رد فعل ، إلا أن مواجهة مباشرة مع إسرائيل تبقى خيارًا بعيدًا في ظل الأوضاع الراهنة ، و
في المقابل، يمكن أن يسعى الأردن إلى تصعيد المعركة دبلوماسيًا على الساحة الدولية، حيث يمتلك علاقات قوية مع العديد من الدول الغربية والإقليمية التي تدعم موقفه ، كما أن التوترات الشعبية الأردنية تجاه إسرائيل في ازدياد، حيث تنظر شريحة واسعة من الأردنيين إلى سياسات نتنياهو على أنها استفزازية وتستهدف الأمن الوطني الأردني ، وأخيراً فإن
مستقبل العلاقات الأردنية-الإسرائيلية ستكون في مهب الريح ، من خلال
جدار نتنياهو المقترح ، وهو ليس مجرد مشروع بنيوي، بل يمثل نقطة تحول في العلاقات الأردنية-الإسرائيلية، حيث يشير إلى توجه إسرائيلي أكثر عدوانية في التعامل مع الأردن والفلسطينيين على حد سواء ، ورغم أن الأردن يسعى للحفاظ على توازنه ، إلا أن الخيارات المتاحة أمامه قد تفرض عليه تغيير استراتيجيته، عبر تصعيد دبلوماسي أو حتى إعادة النظر في علاقاته مع إسرائيل ، فضلاً عن التوترات بين البلدين لم تعد تقتصر على الجانب الأمن، بل إن هناك العديد من القضايا والملفات العالقة... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع