تابع المواطنون الأردنيون مسار الصواريخ الإيرانية المتوجهة إلى إسرائيل عبر أجوائنا، وقد لاحظوا أن ما سقط من تلك الصواريخ في مناطق مختلفة من بلادنا، لم تنجم عنه ولو حفرة صغيرة واحدة، كما في صاروخي السلط وسحاب !!
ومما يدعو إلى التساؤل والدهشة، أن الصواريخ الإسرائيلية اكثر دقة من الإيرانية، لأنها توقع أعدادًا كبيرة من الشهداء والضحايا، كما وقع في قطاع غزة وضاحية بيروت الجنوبية ودمشق وطهران والحُديدة !!
في اعتراض الصواريخ التي تعبر وتنتهك اجواءنا، طبقت قواتنا الأردنية المسلحة، القواعد المعلنة منذ شهور، بخصوص الصواريخ والمسيّرات التي تنتهك أجواءنا وسيادتنا، «رايح جاي» في الاتجاهات كلها، فاعترضت طائرات سلاح الجو الملكي وأنظمة دفاعنا الجوي، وأسقطت، عددًا من تلك الصواريخ والطائرات المسيرة التي دخلت مجالنا الجوي، وكذلك فعل الفرنسيون والأميركان وغيرهم.
لسنا طرفًا في الصراع بين المشروعين التوسعيين الصهيوني والفارسي المتطلعين إلى ضمنا لمحوريهما، الطامعين في أرضنا وثرواتنا !!
هذه مناوشات مرسومة تتقاطع فوق رؤوسنا وهدفها تضليل أبناء أمتنا وإيهامهم ان صراعهم ومطامعهم التلمودية الصهيونية، والإمبراطورية الفارسية، هي لمصلحتنا !!
وللأمانة فقد انطلت مزاعم الملالي الامبراطورية الفارسية على بعض احزاب وقوى الأمة السياسية.
كما انطلى على بعض دولنا العربية ان إسرائيل تحميها وتدافع عنها ضد المطامع التوسعية الفارسية !!
تواجه الأمة العربية تحديات مصيرية خطيرة كبرى، تتمثل في المطامع الإسرائيلية والإيرانية، وثمة فلسفات ومناهج واستراتيجيات تتفاوت بين أن تواجه الأمة العدو القريب الذي يمسك بخناقها ويدوس كراماتها، وأن تلجأ إلى إرجاء إثارة الصراع مع العدو البعيد !!
والمأساة هي ان العدوين، الصهيوني والفارسي على درجة خطر متقاربة، وانه لا يمكن الاغضاء عن خطر اي مشروع منهما، مع الأخذ بالاعتبار، إن درجة كل خطر تختلف من دولة إلى أخرى.
فدول الخليج العربي ترى أن خطر ملالي إيران هو الأشد والملح والماثل، في حين اننا في فلسطين والأردن ومصر وسورية ولبنان، نرى أن الخ طر التوسعي الإسرائيلي هو الأشد !!
فهل أنت من الذين يفرّقون بين الخطرين !!