الإعلان الحكومي عن بدء تزويد غاز منطقة الريشة هي رسالة تبعثها الدولة الى عدة جهات، فالاردن الذي وقع على اتفاقية الغاز مع إسرائيل، سيعمل على تغيير توجهه نحو هذه الاتفاقية تزامناً مع مستجدات المنطقة و العدوان الصهيوني على الأشقاء في غزة وفي لبنان وتصريحات بعض السياسيين المستفزة للأردن .
حيث باتت قنوات القرار تتعامل بجدية أكبر مع هذه الملفات المتشعبة والشائكة، فالاعلان الحكومي عن بدء تزويد بعض المصانع بغاز الريشة، هي رسالة للكيان بأن الأردن لديه ما يضعه على سكة الاكتفاء، وايضاً لمن يريد أن يملي علينا ضرورة خلق تفاهمات وتعاونات اقتصادية وسياسية مع إسرائيل، أن الأردن لديه ما يواجه به التحديات والمؤامرات التي تحاك ضده في السر والعلن .
منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة وموقف الأردن واضح لا يقبل الشك فشاهدنا ونشاهد جولات جلالة الملك عبد الله الثاني في جميع المحافل الدولية، ودفاعه عن القضية الفلسطينية، وضرورة حل الدولتين بالإضافة إلى عمليات الإنزال الجوي والمساعدات، رغم غياب الدعم العربي المالي، والدعم السياسي لمواقف الأردن في المنطقة ابتداءً من ما يسمى صفقة القرن إلى يومنا هذا
وبلغة سياسية اكثر وضوحا فإن الإعلان عن وجود الغاز المعلوم لدى الحكومة منذ سنوات والموضوع ملفه في دائرة الكتمان هو رد حقيقي على قوة ألاردن في كسر حواجز الاخضاع، وتحطيما لكل قيود فرض سياسات الصمت التي تحاول دولا عربية وغربية ان تمليها على الأردن، فعلى ما يبدو أن الغرف السياسية بدأت بحياكة ثوب جديد للقرارات السياسية والاقتصادية، بخيوط وطنية حقيقية فعقل الدولة الاردنية يعي تماماً أهمية المرحلة وخطورتها وضرورة استخدام جميع أوراق القوة والضغط .
ختاماً اقول بكل فخر واعتزاز أن عقل الدولة الاردنية يعي تماماً كل مفاتيح المنطقة ومتغيراتها وسيجعل المتآمرين يقفون على منصات الذهول من ذكاء دولتنا
#حمى_الله_الاردن_ارضا_وشعبا_وقيادة
#روشان_الكايد
#محامي_كاتب_وباحث_سياسي