أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
نعيم قاسم: طوفان الأقصى بداية تغيير وجه الشرق الأوسط إطلاق 100 صاروخ من لبنان تجاه حيفا وكريات شمونة الحكومة: ارتفاع سعر البنزين في الأسبوع الأول من أكتوبر 129 مستفيدا من مشروع للتدريب المهني في إربد ارتفاع عدد الشيكات المرتجعة في الأردن بنسبة 52,1% الشهر الماضي وزير خارجية إيران: أي هجوم على البنية التحتية الإيرانية سيتبعه رد الصين تجري اختبارات على نموذج الذكاء الاصطناعي الكبير في المدار الاحتلال يعتقل 30 فلسطينيا من الضفة الغربية الأمم المتحدة واليونيفيل: الحل التفاوضي يعيد الأمن والاستقرار على جانبي الخط الأزرق صافرة أردنية لمباراة الإمارات وكوريا الشمالية الأردن .. الحكومة ماضية بضريبة المركبات الكهربائية 27 شهيدا في قصف الاحتلال لمخيمي البريج والنصيرات وسط القطاع مخزون الأردن من القمح يكفي لـ 10 شهور الأردن .. إحباط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرة مسيرة القسام تفجر عبوة بناقلة جند إسرائيلية في جباليا تعرض شاب للدهس من قبل الباص السريع في الزرقاء عبيدات: 25 تخصصا جديدا في الجامعة الأردنية وفاة مصطفى الخرشة أحد أبطال معارك الجيش الأردني اليرموك: تشكيل لجنة تحقيق بمنشور مسيء للرسول على وسائل التواصل تركيا ستجلي رعاياها من لبنان الأربعاء
قراءة في الاستخبارات الإسرائيلية ، من حرب 2006 إلى الحرب السورية ... !! د. رعد مبيضين
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة قراءة في الاستخبارات الإسرائيلية ، من حرب 2006...

قراءة في الاستخبارات الإسرائيلية ، من حرب 2006 إلى الحرب السورية .. !!

08-10-2024 08:34 AM

الاختراق النوعي الذي حققته الاستخبارات الإسرائيلية داخل البنية الإستراتيجية لحزب الله يفرض علينا إعادة النظر في هذا الصراع المعقد وتداعياته المتشابكة ، فقد تطورت المواجهة بين إسرائيل وحزب الله من معركة عسكرية تقليدية إلى صراع استخباراتي متقدم يندمج ضمن رؤية أحادية القطبية، في المنطقة التي أصبحت تُعتبر مفتاحاً جيوسياسياً هاماً، سيما وأنها تمتلك ثروات نادرة وموارد طاقة لا متناهية، مما جعلها ساحة تتجلى فيها التحديات الإستراتيجية ، ما دفع إلى
تطور الاستخبارات الإسرائيلية ، و تغيير ديناميكيات الصراع ، فمنذ حرب لبنان الثانية عام 2006، شهدت العلاقات الإسرائيلية مع حزب الله تحولات نوعية، حيث بات الصراع يعتمد بشكل رئيسي على الاستخبارات المتقدمة ، و إسرائيل، عبر وحداتها الاستخباراتية المتطورة مثل "الوحدة 8200" وجهاز الاستخبارات العسكرية، استطاعت بناء صورة دقيقة وشاملة عن هيكلية حزب الله وقياداته ، و هذا التطور قاد إلى عمليات نوعية كان من أبرزها اغتيال قادة بارزين في الحزب، مثل فؤاد شكر، وحسن نصر الله الأمين العام للحزب ، ومجموعة من قيادات الصف الأول في الحزب ، في إطار حرب استخباراتية متطورة تجمع بين التكنولوجيا الحديثة وتحليل البيانات الضخمة ، وكل ذلك جاء ضمن تغير النظرة الإسرائيلية للحزب ، من تنظيم إرهابي إلى جيش منظم ، و تحول النظرة الإسرائيلية ، وتطورها لحزب الله من مجرد تنظيم إرهابي محدود الإمكانيات إلى اعتباره جيشاً إرهابياً منظمًا يعكس تحولا جوهرياً في الصراع ، فبعد حرب 2006، أدركت إسرائيل أن الحزب يمتلك بنية عسكرية تتطلب دراستها بتفاصيل دقيقة، كما تُدرس الجيوش النظامية ، و هذا التغير في المنهجية الإسرائيلية دفع إلى تعزيز الجهود الاستخباراتية، ما أسفر عن عمليات دقيقة تستهدف البنية القيادية والتنظيمية للحزب ، وفي خضم هذا التوجه جاءت
الأزمة السورية ، كفرصة ذهبية للإستخبارات الإسرائيلية ، حيث الأبواب المفتوحة على عناصر وقادة حزب الله ، الذين كانوا بمثابة طلاسم بالنسبة لها ، فمع اندلاع الأزمة السورية عام 2011، تحولت ديناميكيات الصراع بشكل كبير ، حيث أتاح توسع دور حزب الله في سوريا فرصة نادرة للاستخبارات الإسرائيلية، أدت توسعات الحزب ، و تفكك بعض جوانبه الأمنية الداخلية ، والانخراط في ساحة إقليمية معقدة، فرض تحديات جديدة على حزب الله، حيث أصبح أكثر عرضة للاختراق الاستخباراتي ، فالوجود المكثف للحزب في سوريا لم يكشف فقط عن نقاط ضعف هيكلية، بل أدى إلى اضطراره للحفاظ على علاقات واتصالات مع أجهزة استخبارات متعددة، ما سهل تسريب المعلومات الاستخباراتية ، لأول مرة، و أصبحت الاستخبارات الإسرائيلية قادرة على تتبع قادة الحزب واستهدافهم بناءً على معلومات دقيقة، مما أضعف قدرة الحزب على الحفاظ على سرية عملياته وتحركاته ، فضلاً عن
دور التكنولوجيا في تعزيز التفوق الاستخباراتي ، والذي شكل أحد أعمدة التفوق الإسرائيلي في هذا الصراع ، وهو الاستخدام المبتكر للتكنولوجيا في تحليل البيانات الضخمة ، فإسرائيل لم تعتمد فقط على الوسائل التقليدية لجمع المعلومات، بل استطاعت استغلال مصادر علنية مثل وسائل التواصل الاجتماعي والمعلومات المفتوحة لبناء صورة تفصيلية عن أنشطة حزب الله ، نتحدث عن البيانات التي تشمل تفاصيل شخصية حول المقاتلين وقادتهم، وهذه سمحت لإسرائيل بتحقيق اختراقات كبيرة داخل بنية الحزب ، في ظل إستثمار ممنهج لكل مفصلية في الحزب ، بما في ذلك ما فرضته الحرب بجانب سوريا من
تحديات التجنيد والتوسع ، وكانت أمام حزب الله تحديات داخلية ناتجة عن توسع نشاطاته في سوريا، ما اضطره إلى توسيع صفوفه بشكل سريع ، و هذا التوسع أدى إلى ضم عناصر قد لا تكون بنفس مستوى الانضباط والالتزام الأيديولوجي كما هو الحال مع مقاتلي الحزب الأساسيين ، و التوسع السريع تسبب في وجود ثغرات أمنية استغلها أعداء الحزب، بما في ذلك إسرائيل، لتجنيد بعض العناصر أو استخدامهم كمصدر لتسريب المعلومات ، إضافة لذلك التحالفات الإقليمية وتداعياتها الاستخباراتية ، حيث
انخراط حزب الله في شبكة التحالفات الإقليمية مع إيران وسوريا أضاف تعقيداً آخر للصراع ، فالتحالف الوثيق بين الحزب وهذه القوى أدى إلى نشوء ثغرات أمنية استغلتها إسرائيل بشكل فعال ، سيما وأن العمل في هذا الإطار الإقليمي المتشابك فرض على الحزب تكاليف أمنية كبيرة، إذ وجد نفسه مضطراً للحفاظ على علاقات وثيقة مع أجهزة استخبارات إقليمية، مما أضعف سرية عملياته وزاد من قابليتها للاختراق ، وهذا ما يفرض الآن جملة تحديات المستقبل ، و صراع الاستخبارات ومستقبل المواجهة ، و إذ يقف حزب الله أمام تحديات غير مسبوقة في ضوء التطور السريع للاستخبارات الإسرائيلية وقدراتها التكنولوجية المتزايدة ، فإن الصراع الذي كان يُدار سابقاً في ميدان المعركة العسكرية التقليدية، تحول إلى صراع استخباراتي يُحدد فيه الفاعلون بناءً على مدى قدرتهم على اختراق صفوف الخصم وجمع المعلومات الدقيقة ، ومع استمرار تقدم التكنولوجيا وتحسين طرق تحليل البيانات، يبقى السؤال: كيف سيواجه حزب الله هذه التحولات المتسارعة في الصراع الاستخباراتي؟!! وهل سيتمكن من الحفاظ على سرية عملياته في ظل الضغط المتزايد من الاستخبارات الإسرائيلية والدولية؟! فضلاً عن العديد من الأسئلة التي تقتضي إعادة صياغة موازين القوى ، في ظل
مستقبل قد يحمل في طياته تغييرات جوهرية في طبيعة الصراع بين حزب الله وإسرائيل، حيث سيظل الدور المحوري للاستخبارات في هذا الصراع بلا منازع ، وستحدد القدرات الاستخباراتية مسار المواجهات، ليس فقط في البعد العسكري، بل أيضًا في البعد الاستراتيجي، مما سيؤثر بشكل كبير على موازين القوى في المنطقة ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع