لا نريد سماع الخبراء والمحللين وأصحاب مراكز الدراسات البحثية والاستطلاعية ، ولا سماع سياسيين من الزمن القديم ، مع التقدير لشخوصهم وماضيهم ، وعلينا الاعتراف بأن الزمن قد تغيّر والحياة تطورت وما عادت تنظر للخلف ، وهي تمضي إلى الأمام قُدُما ، ولا نريد كل الذين ( يتنطنطو ) من شاشة تلفزيونية إلى أخرى ، يرددون نفس الكلمات وذات العبارات منذ عقود من الزمن .
كل ما نريده في هذه الأيام الحرجة ، مشروعا وطنيا يُحمل على أكتاف جيل أردني جديد من الشباب ، أصحاب فكر وإبداع ، يعيش الوطن فيهم ، واثق من نفسه تملؤه الحيوية والنشاط ، يأخذ على عاتقه مسؤولية النهوض بالبلاد والعباد ، يستشرفون المستقبل ويُبصرونه ، تاركين الماضي ورائهم إلا لوقت الحاجة فقط ، نريد مشروعا وطنيا شاملا يتشارك في صنعه وقيامته كل أردني غيور على أردنيته ، مشروعا يقوّي جبهتنا الداخلية في وقت نحن أحوج ما نكون إليه ، حتى نتمكن من مواجهة التحديات الجِسام التي قد تكون في طريقها إلينا .
نحن بأمسّ الحاجة إلى إعادة تموضعنا السياسي والإقتصادي والإجتماعي وأن يكون ذلك من الأولويات في أي مشروع وطني يتم الإعلان عن ولادته ، نريد تعبئة شعبية وثقافة عسكرية يستطيع شعبنا من خلالها أن يكون رديفا خلف قواتنا المسلحة ، لمواجهة أي تهديد خارجي ومن أي مصدر كان ، وأن لا نترك الأمور على عواهنها .
لقد آن الأوان وحان وقت العمل الجاد والكف عن التنظير وصفّ الكلمات ، بعيدا عن شهوة الظهور على شاشات التلفزة وأمام الميكروفونات ، خاصة بعد أن إجتزنا أولى مراحل التحديث السياسي بِ إجراء إنتخابات نيابية حزبية ، إجتمِعوا جميعا على طاولة لا يهم إن كانت مستديرة أو مستطيلة ، فقط اجلسوا واعملوا على قلب رجل واحد ، وبأجندة أردنية بحتة ، ف بلدنا يستحق منّا أقدر الأشخاص وأفضل الأعمال وأجزل العطاء ...
عصمت أرسبي