لفتني بنيامين نتنياهو ، ف بعد أن كاد يسقط سقوطاً مدوياً ، وفجأة بين ليلة وضحاها سطع نجمه مرة أخرى واستعاد ألقه ، وصار أسطورة سيكتبها التاريخ ، ك أقوى رجل سياسي تربع على عرش الدنيا ودنا العظماء بين يديه ، بحثتُ في شخصيته وغرقتُ في الدراسات والأبحاث التي تناولت تفاصيله ، وهو الذي يُعتبر رئيس الحكومة الأطول مدة في تاريخ " الدولة اليهودية " ، حيث خدم لأكثر من 15 عاما ، وهو أول رئيس حكومة إسرائيلية يولد في فلسطين المحتلة من أبوين بولدنيين ، والحقيقة أن هناك دراسات عديدة ، وأبحاث لا حصر لها ، تناولت شخصيته وأفكاره وأفعاله .
بنيامين نتنياهو هو إبن " بن صهيون نتنياهو " ، الذي توفي عام 2012 عن عمر تجاوز المئة عام ، كان مفكرا ومؤرخاً آمن بضرورة توسع الدولة اليهودية ، وتهجير الفلسطينيين إلى خارج فلسطين ، وليس مهما إلى أين ، وذلك من أجل دولة يهودية نقية صافية .
كانت والدته " سيليا " ، ووُصفت بأنها باردة الأعصاب هادئة ، علّمت أبنائها إخفاء عواطفهم وإبراز الجانب الجبار ومكامن القوة في شخصيتهم ، ورسالتها لهم دائما " إنجح بأي ثمن ف العالم غابة " ، كما زرع الأب في عقولهم ، أن الجميع عدو لهم ، مردداً لهم أن كل العالم ( يكرهنا ) .
ويبدو أن نتنياهو الإبن ، قد تقمص شخصية والده ، وفكر والديه معا ، وتقول الدراسات النفسية الخاصة بِ شخصيته ، أن أفكار والده " بن صهيون " اليمينية ، والتي نشأ عليها ورسخت في عقله وتبناها حتى صارت من أيدولوجياته الخاصة ، قد تكررت في خطاباته ومقابلاته الصحفية منذ زمن طويل ، فهو نسخة طبق الأصل عن والده بِ أفكاره اليمينية المتطرفة .
وصفت الدراسات والأوراق البحثية شخصية نتنياهو بالغدر والنرجسية وعدم المصداقية ، وتمركزه حول ذاته ، وطموحه العدواني ، وقلة علاقاته الشخصية الدولية ، وحتى في محيطه الداخلي الاسرائيلي صداقاته محدودة ، وجميعم من حوله مجرد زملاء في العمل السياسي والبرلماني ، وكان يؤمن أن العالم قائم على الصراع المستمر من أجل البقاء ، ويستبعد نتنياهو أن ينتهي العداء العربي لِ "إسرائيل "في الجيل الحالي ، ويعتقد أن العرب لن يقبلوا بِ "دولته" إلا بالقوة ، كما يقول الدكتور " وليد عبد الحي " في دراسة أصدرها مركز الزيتونة للدراسات والإستشارات ...