قبل يومين كدت ُ ان اقبّل يد اللحام، كي لا يغشني في (النص كيلو) المفرومة ولو مرة في حياته، لولا تدخل وجوه الخير وتخليص يده من شفاهي احتراماً لشيبي..ومع ذلك تبسم الرجل للحضور و أدار ظهره، ثم (استوطا حيطي) وغشّني..
في ذات النهار،قال لي (المواسرجي) بعد ان جدد شبكة مجاري البيت كاملة، أن بإمكاني الآن الاستحمام بعدد مرات قياسي دون أن أعاني من انسداد أو فيضان كما كان في السابق..وأذكر انه قالها لي باللهجة الرمثاوية رغم انه مصري الجنسية (يا زلمة انت مالك،دانا ..رتشبتلك منهل60 ب60..ولا ايش يعني)..و بعد مغادرته بدقائق وأثناء رفع رجلي اليمنى على المغسلة ...فاض المنهل من جديد فعرفت ان رجب ايضاَ قد (استوطا حيطي)...
السبت الماضي، ذهبت الى دائرة الترخيص، انهيت اجراءات الفحص، وبقي عليّ اصدار الرخصة..لم يبقَ سائق تركتر الاّ وأقصاني بعد أن فرش ذراعيه على رخامة المراجعة، ولم يبقَ (شوفير) عمومي الاّ ورفعني من ياقتي وأبعدني عن الكاونتر بشبه جملة:(شوي خالي)..وبعد ان تيقنت ان الجميع قد (استوطا حيطي)..قلت ليس لي الاّ ان اذهب الى رئيس القسم وأشرح له معاناتي كمواطن مسالم..أدخلت قميصي الذي كاد ان يقدّ من (دبر) داخل حزامي وقلت لعاصم بيك:..عاصم بيك..لو تشترون جهازا اليكترونيا يعطي رقماً متسلسلاً للمراجع لحللتم مشكلة الازدحام ونظمتم دائرتكم...قال لي : شو انت بتفكّر (الجهاز ببلاش)..!! وقبل ان اشرع له بالشرح عن الجهاز وأماكن بيعه... طنشني( ثم نادى على واصف) مراسل الترخيص وأعطاه مفتاح السيارة وخطة عمل فنجان قهوة فعرفت ان عاصم بيك ( استوطا حيطي) ايضاَ..أخذت أوراقي وغادرت من غير رخصة..
عند المساء، اغلقت باب غرفتي عليّ، وضعت (فيش) المسجل بالكهرباء.. ثم ضغطت على زر التشغيل...وبقيت (ادبك) حتى الصباح على انغام اغنية:
(حيطنا مش واطي..)]]
ahmedalzoubi@hotmail.com