زاد الاردن الاخباري -
انتقد أبناء منطقة اللبن وعدد من مناطق البادية الوسطى جنوب عمان ما اعتبروه "اضطرار أصحاب سوابق إلى اللجوء إلى مناطقهم هربا من مطاردة قوات الأمن لهم في عمان".
وأشاروا إلى أن تراجع قوات الأمن عن مطاردة المطلوبين على تخوم مناطق البادية الوسطى "بحجة أن المطلوبين أصبحوا في هذه المناطق من اختصاص البادية"، ساهم في لجوء هؤلاء إلى مناطقهم للتواري عن أنظار الشرطة، "وبالتالي أصبح شائعا أن هذه المناطق خارجة عن القانون".
وأضافوا خلال حديثهم إلى "الغد" "كمواطنين وتحديدا في منطقة اللبن تحت مظلة القانون، ونؤمن بسيادته على جميع فئات المجتمع، ولهذا رحبنا بالحملات الأمنية، على اعتبار أنها لن تمتد إلى أكثر من أيام معدودة. كما ابلغنا مسؤول من مديرية الأمن العام خلال لقاء عقده مع وجهاء البادية الوسطى".
بيد أن هؤلاء أبدوا امتعاضهم مما قالوا إنها "أطواق أمنية غير مبررة على مناطقهم، بعد أن سلم جميع المطلوبين أنفسهم للأجهزة الأمنية باستثناء شخصين".
وقالوا إن "هذه الأطواق ساهمت في إكساب المنطقة سمعة سيئة".
وبحسب جمال البخيت، أحد وجهاء منطقة اللبن، فإنه يتوجب على قوات الأمن القبض على المطلوبين طالما تعرف مكان اختفائهم في المنطقة من دون فرض حصار على سكانها "وتعريض سمعتهم للإساءة من قبل الآخرين والتضييق عليهم وعلى أرزاقهم".
وفق ما أكده البخيت، فإن أبناء المنطقة رحبوا بالحملات الأمنية، خصوصا وأن من نتائجها كان تسليم مطلوبين بقضايا مخدرات أنفسهم إلى الأجهزة الأمنية، وآخرين قيد المحاكمة باستثناء شخصين ما يزالان فارين من وجه العدالة.
وأشار البخيت إلى انه خضع للتفتيش في يوم واحد قرابة 13 مرة من قبل رجال أمن متواجدين في المنطقة، فضلا عن تفتيش القادمين إلى اللبن من باعة أو موزعي مواد غذائية أو ضيوف، ما جعل العديد منهم يرفضون زيارة المنطقة.
ويؤيده بذلك المواطن موسى الذيب، الذي أكد أن أبناء منطقة اللبن "ليس لديهم مشاريع استثمارية يعملون بها، سوى امتلاكهم سيارات نقل يعملون عليها في السوق المركزي أو في مدينة سحاب، وهم دائمو الدخول والخروج من وإلى اللبن بحكم طبيعة عملهم، وبالتالي فهم يخضعون لتفتيش دوري من قبل الأطواق الأمنية المفروضة على مداخل ومخارج المنطقة.
ويضيف أن طلاب الجامعات يخضعون أيضا للتفتيش وتدقيق أسمائهم وتفتيش حافلات الجامعات التي يستقلونها بشكل دوري، ما يؤخرهم عن حضور محاضراتهم في الموعد المحدد.
في الوقت ذاته تعرض ثلاثة شبان للاعتداء بالضرب من قبل قوات الدرك، عندما استوقفوهم لتدقيق اسمائهم بحسب ما ذكر والد اثنين منهم سمير الجبالي والذي يقطن منطقة اللبن منذ عشر سنوات.
ويضيف ان أحد شرطة الدرك اخذ هوياتهم لغايات تدقيقها، وبعد ان انتظروه لما يزيد على 20 دقيقة طلب احد هؤلاء الشبان ان يسلمهم هوياتهم حتى يتوجهوا الى مكان عملهم، الا ان الاخير قام بضربه بالاشتراك مع زملائه، كذلك قاموا بضرب الآخرين، فضلا عن الشتم والتحقير واتهموهم بشتم الذات الإلهية وحاليا هناك قضية في المحكمة حسب ادعائه.
وطالب عدد من أبناء منطقة البادية الوسطى من المسؤولين الالتفات إلى نقص الخدمات التعليمية والصحية والشبابية في المنطقة، ما جعل عددا من الشباب وتحديدا العاطلين عن العمل "أسرى للفراغ".
ووفق ما أكدوه إلى "الغد"، فإن منطقة اللبن التي يقطنها قرابة ستة آلاف نسمة تفتقر إلى خدمات ومشاريع تنموية، إلى جانب ضعف الاهتمام بالقطاعات الشبابية، ومنها عدم وجود مدارس ثانوية للبنين أو البنات ما يضطر الطلبة إلى التوجه إلى مناطق بعيدة عن أماكن سكناهم، إضافة إلى عدم وجود مشاريع تشغيلية".
وأوضحوا أن الفقر والبطالة يتفشيان في المنطقة، في وقت أصبح العمل بالزراعة غير مجد، بالتزامن مع تلاشي تربية المواشي جراء الجفاف الذي عصف بالمنطقة على مدار عامين متتاليين، فضلا عن ارتفاع أسعار الأعلاف والذي تسبب باندثار الثروة الحيوانية في المنطقة.
موفق كمال وزايد الدخيل / الغد