مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد فوزه في الانتخابات الأميركية، تتزايد المخاوف في الأردن بشأن الآثار المحتملة لسياساته على المنطقة، خاصة في ظل تصريحاته السابقة التي لمّح فيها إلى إمكانية توسيع مساحة إسرائيل ،بالتالي يتخوف الأردنيون من تجدد الطروحات التي تسعى لفرض "خريطة طريق" جديدة قد تهدد حقوق الفلسطينيين، مما يثير تساؤلات عن دعم واشنطن المحتمل لأي مخططات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم ، و
كان ترامب قد أبدى، في لقاء سابق مع مجموعات يهودية داعمة له، اهتمامًا بتوسيع حدود إسرائيل قائلاً إن مساحتها صغيرة مقارنة بالدول المحيطة بها في الشرق الأوسط، مما يعكس استعداده لدعم سياسات توسعية لصالح إسرائيل ، وفي هذا السياق، تبرز مخاوف من تكرار مواقف إدارته السابقة التي شهدت نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وتهيئة الأجواء لتطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية في إطار ما عُرف بـ"اتفاقيات أبراهام" ،
وفي الأردن، يتجدد القلق من تداعيات عودة ترامب إلى البيت الأبيض، إذ كان قد تحالف في فترة رئاسته السابقة بشكل قوي مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ما شمل تحركات تهدد الحقوق الفلسطينية والمصالح الأردنية ، ورغم تغير الإدارات، تبقى الأولويات الاستراتيجية لواشنطن تجاه إسرائيل ثابتة، مما يثير التساؤلات حول كيفية تعامل الأردن مع هذه التطورات في الفترة المقبلة ، ويرى مراقبون أن عودة ترامب قد تكون مدعاة لزيادة الضغوط على الأردن، خاصة وأن إدارته قد تعزز الهيمنة الإسرائيلية عبر دعم حلول اقتصادية على حساب الحلول السياسية المستدامة، مع تشجيع دول أخرى على اتخاذ خطوات مشابهة لنقل سفاراتها إلى القدس ، وكما تُثار التخوفات من أن عودة طرح "خريطة طريق" جديدة قد تكون على حساب الحقوق الفلسطينية، ما يستدعي من الأردن وقفة جادة لتجديد جهوده الدبلوماسية والتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين ، وفي سياق التعامل مع هذه المتغيرات، يرى محللون أن على الأردن التحلي بالمرونة وتقديم حلول عملية للتعامل مع السياسات الأميركية الجديدة ، وقد أثبت الأردن تاريخيًا أنه قادر على التكيف مع مختلف الإدارات الأميركية، ولكن يبقى التحدي الأكبر في كيفية حماية المصالح الوطنية في ضوء أي تصعيد إسرائيلي محتمل ، ويشير هؤلاء المحللون إلى احتمال قيام إسرائيل بخطوات تصعيدية في الفترة الانتقالية قبل تسلم الإدارة الأميركية الجديدة لمهامها، وخلق واقع جديد في المنطقة تتعامل معه الإدارة المقبلة كأمر واقع ، وفي ظل هذه التطورات، بعث جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، ببرقية تهنئة إلى الرئيس دونالد ترامب بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث عبّر جلالته عن تطلعه إلى تعزيز الشراكة طويلة الأمد بين الأردن والولايات المتحدة في خدمة السلام والاستقرار الإقليمي والدولي ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .