مقولة كثر استعمالها هذه الأيام ، وباتت تؤتي أكلها حتى أصبحت بين الناس عرفاً . وفي المؤسسات العامة والخاصة تحل بدلاً من النظام والقانون ، وكل مبادئ العدالة . حتى أصبحت هي العدالة الجديدة فيتحادث بها الناس ويتم تداولها في جلساتهم وخلواتهم فيقول قائل ، كلما رفعت الصوت عند المسئول كلما حصلت على كل ما تريد وأخذت منة ما ليس لك او من حقك .
في الواقع أنا لا ولن ادعوا الى تخفيض صوت المواطن بالحق . كي لا يفهم البعض ما قصدت في قولي هذا وما رمتُ الوصول إليه إيمانا مني ان الساكت عن الحق هو شيطان اخرس . بل أدعو إلى أن يرفع كل إنسان صوته إذا ما تعرض إلى مظلمة سواء بحقه الشخصي او بحق الوطن وما أكثرها المظالم التي يتعرض لها وطننا الحبيب على يد من يدًعون بالقول والكلام المجاني ، الولاء والانتماء إلى ترابه الطهور ، وعبق نسيمه العليل ، من شماله الى جنوبه ، ومن شرقه الى غربة ، وفي الحقيقة والواقع هم من يذبحونه بسكين بليدة ويطعنون السهام في خاصرته .
رفع الصوت المعني بالحديث هو الصراخ والتهويش والذي يأخذ طابع التمثيل وتقمص شخصية صاحب الحق و المجني علية و المظلوم والذي صودرت وسلبت حقوقه والغريب في الأمر ان كثير من مسئولينا يدركون بل هم متيقنون من كذب صاحب الصوت العالي ويعلمون أن لا حق له وهم على قناعة أن كل ما يقوم به ما هو إلا تأدية لدور تمثيلي درامي ضمن حلقة من حلقات ما بات يعرف ارفع الصوت تأخذ ما تريد .
لكن هذا المسئول يخضع بالكامل لهذا الأسلوب ويمنح صاحب الصوت العالي كل ما يريد حتى غدا هذا النهج والأسلوب يزداد يوماً بعد يوم لما يحققه من نتائج في كثير من الأحيان تكون باهرة وفوق طموح المأمول لصاحب الصوت العالي وهذا يندرج على كثير من المكتسبات التي حققها البعض فرادا وجماعات .
مقابل هذا توجد أصوات الغالبية أصحاب الحقوق الحقيقيون وهي الأصوات الخافتة والتي تلجأ إلى الستر والمسا تره والى لغة الحوار الهادئ بعيداً عن الضوضاء وبعيداً عن لغة التهويش والصراخ لكن هؤلاء بكل الأسف تؤكل حقوقهم وتضيع وتذهب مع الريح لا لشيء إلا لأنهم يخجلون أو يستحون من نشر الغسيل وينطبق عليهم القول والمثل الدارج ( أيلي يستحوا ماتوا ).
الى متى يبقى هؤلاء مأكولة حقوقهم وهل بتنا لا نستجيب إلا للنوع الأول وللصراخ والعويل وفي أحيان كثيرة يلجأ هؤلاء إلى ذرف الدموع ولكنها دموع التماسيح .
إذا هناك خلل ما وهذا الخلل لا أبريء أي مسئول من مسؤوليته في هذا فهل بات مسئولينا يخافون إلى هذه الدرجة من رفع الصوت حتى لو كان هو الباطل بعينة وبالمقابل لا يحسبون أي حساب لصمت الصامتين
لكن يظهر أنها دعوه مبطنة من المسؤول للجميع ان ارفع الصوت يستجيب لكم أولو الأمر ..
عصام البطوش