لطالما قدمت إسرائيل نفسها على أنها "واحة الديمقراطية" في الشرق الأوسط، متباهية بنظامها القانوني العلماني الذي يتعارض ظاهرياً مع طابعها كدولة يهودية ، إلا أن هذا الادعاء، بعيداً عن كونه حقيقة، هو زيف فاضح يتناقض مع الواقع القائم على الأرض ، فإسرائيل، منذ تأسيسها على أنقاض فلسطين التاريخية، لم تكن سوى مشروع استعماري عنصري يهدف إلى إقامة دولة يهودية على حساب حقوق الشعب الفلسطيني ، و الديمقراطية تأتي كغطاء للعنصرية ، حيث استخدمت إسرائيل مفهوم الديمقراطية كواجهة لتبييض سياساتها العنصرية والقمعية ، سيما وأنها في الوقت الذي تدّعي احترامها لحقوق الإنسان، تنتهك أبسط هذه الحقوق بشكل يومي بحق الفلسطينيين ، وجميعنا يعرف أن جذور هذه الأزمة تعود إلى بريطانيا ، ووعد بلفور المشؤوم الذي تجاهل حقوق السكان الأصليين في فلسطين، ممهداً الطريق لاحتلال استيطاني أفرز صراعاً طويل الأمد ما زالت تداعياته مستمرة حتى اليوم ، وللأسف بعد بريطانيا فإن أمريكا أصبحت الراعي الرسمي لواقع الاحتلال والانتهاكات الممنهجة ، والتي
لا يمكن فصلها عن الانتهاكات الممنهجة ضد هذا الشعب الأعزل ، والتي تشمل:
1. الاحتلال العسكري:
فمنذ عام 1967، تفرض إسرائيل سيطرة عسكرية على الضفة الغربية وتفرض حصاراً خانقاً على قطاع غزة، حيث يعاني الفلسطينيون من ظروف إنسانية قاسية تصل إلى حد الإبادة الجماعية.
2. الاستيطان:
تواصل إسرائيل بناء المستوطنات غير القانونية على الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما يؤدي إلى تفتيت أوصال الأراضي الفلسطينية وتشريد أصحابها.
3. الاعتقال الإداري:
تعتقل إسرائيل آلاف الفلسطينيين دون تهمة أو محاكمة، مستخدمة الاعتقال الإداري وسيلة للقمع، إلى جانب التعذيب وسوء المعاملة.
4. هدم المنازل:
تقوم إسرائيل بهدم منازل الفلسطينيين بذريعة البناء غير المرخص، ما يتسبب في تشريد آلاف العائلات.
5. قتل المدنيين:
خلال العمليات العسكرية، تستهدف إسرائيل المدنيين، بما في ذلك الأطفال والنساء، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية ، وهذا واضح في غزة أمام القضاء العالمي الذي لا يحرك ساكناً.
وعلى الرغم من كل الترويج الإعلامي الإسرائيلي والمستأجر لتظهر إسرائيل كدولة ديمقراطية، إلا أن ممارساتها القمعية و الاستبدادية تكشف عكس ذلك ، فهي تمارس تمييزاً عنصرياً ضد الفلسطينيين في مجالات الحياة كافة، لا بل و تحرمهم من أبسط حقوقهم في الحصول على المياه والكهرباء إلى الرعاية الصحية والتعليم ، بالإضافة إلى ذلك، تقمع إسرائيل أي صوت معارض، سواء كان فلسطينياً أو حتى إسرائيلياً، وتسعى لتقويض استقلال القضاء لتطويعه لخدمة أجنداتها السياسية ، ما يعني أن الديمقراطية في اسرائيل مجرد سراب في ذهنية الإحتلال ، سيما وأن حقيقة
إسرائيل التي أصبحت مكشوفة للجميع ، ليست سوى دولة احتلال تمارس سياسة الفصل العنصري، وتنتهك بشكل منهجي حقوق الإنسان ، وهذا الإدعاء بالديمقراطية ، ليس سوى تضليل مكشوف لا يصدقه سوى الجاهلون أو أولئك المتعمدون تغاضي الحقائق ، وفي ظل هذا الواقع المرير ، يتبلور السؤال التالي :
ماذا يمكننا أن نفعل؟!
وللوقوف في وجه هذا الزيف، لا بد من التركيز على خطوات عملية تشمل:
1. زيادة الوعي:
نشر الحقائق عن الواقع الفلسطيني وكشف زيف الدعاية الإسرائيلية عبر وسائل الإعلام والمنصات العالمية.
2. مقاطعة إسرائيل:
العمل على مقاطعة المنتجات الإسرائيلية والضغط على الحكومات والشركات العالمية للانضمام لحملات المقاطعة.
3. دعم النضال الفلسطيني:
تعزيز دعم الفلسطينيين في سعيهم نحو الحرية والاستقلال، سواء من خلال الدعم السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي.
و الجدير بالذكر أن مهمتنا الأولى والأخيرة هي : أن العالم أجمع يجب أن يعرف حقيقة إسرائيل ، وأنها ليست نموذجاً للديمقراطية، بل تمثل دولة فصل عنصري قائمة على الاحتلال والانتهاكات ،و مواجهة هذا الواقع تتطلب عملاً جماعياً على المستويات كافة، ليبقى الأمل قائماً في تحقيق العدالة والحرية للشعب الفلسطيني الأعزال الذي يتعرض الآن إلى أبشع أنواع الإبادة الجماعية التي عرفها التاريخ البشري ، وبشكل يومي وأمام الجميع ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .