أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
كم بلغ سعر كيلو البندورة والخيار في السوق المركزي اليوم؟ وزير العمل: 'الثلاثية' تعلن عن الحد الأدنى للأجور خلال الأيام العشرة المقبلة "شهداء الأقصى" في قطاع غزة يواصل الجهود لافتتاح غرف عمليات جديدة منحة أميركية لدراسة نباتات أردنية طبية سعر البيتكوين يتخطى 95 ألف دولار للمرة الأولى اللجنة الرابعة بالأمم المتحدة تعتمد قرارات بشأن الاستيطان والاونروا والجولان جيش الاحتلال يعلن مقتل أحد جنوده في لبنان بوريل: الحرب في غزة حرب ضد الأطفال وتقتل مستقبل جيل كامل الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط يمكنها إنتاج الخبز بغزة الأردن .. عطاء جديد لشراء كميات من الشعير الشيوخ الأميركي يعارض محاولة لوقف مبيعات أسلحة لإسرائيل الأردن .. ارتفاع تغطية الإيرادات المحلية للنفقات الجارية شركة أردنية تنجز مشروعا استراتيجيا للمضخات الغاطسة بالعراق الحكومة تقر مشروع قانون الموازنة العامة لسنة 2025 ارتفاع أسعار الذهب بالأردن 50 قرشاً الخميس اتهام 3 فلسطينيين بمحاولة اغتيال بن غفير فصل الكهرباء عن مناطق بالأردن الأسبوع المقبل - أسماء الخميس .. ارتفاع على درجات الحرارة مع بقاء الأجواء باردة نسبياً الاحتلال ينسحب من جنين بعد عملية خلفت 8 شهداء اقتصاديون: تثبيت التصنيف الائتماني للأردن شهادة على استقرار الاقتصاد
المرّ بالصبر يمر

المرّ بالصبر يمر

21-11-2024 09:34 AM

لا أتحدث عن مرارة الخيبة التي منينا بها ليلة أمس الأول، بعد مباراة كرة القدم بين «فريقنا لكرة القدم» والمنتخب الوطني الكويتي الشقيق.

أتحدث عن الطعم المرّ الآخر، الذي يتذوقه من ابتلاه الله به لحكمة يعلمها سبحانه، ولأن المرارة أصبحت اليوم مقرونة بالأوكسجين الذي نتنفسه، فإنني سأحدثكم عن مرارتين عشتهما وكلما ذكر المر والمرارة على مسمعي، أتذكرهما:

كنت في طفولتي أعاني مشكلة ما في معدتي، وكانت وصفات العلاج كلها «عربية»، ولا أنكر بأن في بعضها شعوذة ورأي نسوان ووصفات ختيارات، لكن المرارة التي كنت أبدأ بها يومي كانت متعلقة بالشيح والجعدة والقيصوم.. وكل النباتات الموصوفة علاجا للمغص وآلام المعدة.. فكانت أمي العزيزة أطال الله في عمرها، ورغم اكتناز برنامجها الصباحي بالواجبات، كانت «تغلي لي الجعدة أو الشيح»، وكنت أشرب كأسا قبل أن أتناول أي شيء، وحين لا تجد أمي الوقت لغلي الشيح والجعدة، تعطيني إياها جافة بعد أن تفركها بيديها، وتقول لي هي شوية جعدة «إلهمهن».. وكنت ألهم بكل رضى، وأعتقد بأنني أكثر مواطن أردني ابتدأ صباحاته بشرب محلول الجعدة والشيح او «لهمهما»، المهم أن الله منّ عليّ بالشفاء من تلك الحالة في عمر الـ16 عاما تقريبا.

وثمة مرارة أخرى، عنيفة ومرعبة، وتصلح لأفلام الرعب وأفلام الشعوذة، وكانت بالكامل وصفة جاهلة من إحدى النساء، لكنها لا تتعلق بي شخصيا، حين مرض المرحوم «وعد ابن عطالله» عام 1990، وكان عمره حوالي 20 عاما، ولم أعرف حقيقة مرضه، وكل ما عرفت بأن ركبة قدمه متورمة جدا، ولم يعرف الأطباء العلة (هكذا قيل لي)، لكن والدته المرحومة أم عاطف، لجأت إلي باعتباري رجل المهمات الصعبة والمستحيلة، وقالت: خالتي يا ابراهيم قالوا إلي لازم أدهن رجل وعد بمخ رجل حمار ميت ولعدة أيام، وإن شاء الله يشفى، طبعا استهجنت الوصفة والطب، وكنت واعيا بما فيه الكفاية لأعلم بأنها وصفة إحدى الختيارات، حيث لا تقوى الأمهات على رفضها وتجريبها في مثل تلك الحالة، وتفذت ما طلبت مني أم عاطف «برضى».

المهم، بعد أن عدت من الجامعة وقت الغروب (ربما كان برفقتي صديقي أحمد ابن طالب أو صديقي معن ابن يعقوب)، حملت منشار حديد، وبحثت في الليل عن حمار ميت، ووجدته في منطقة بين قريتنا الربة وقرية الروضة، قطعت قدمه الأمامية اليمنى وكذلك الخلفية، حيث لم أقم بقلب الجثة المتحللة، وعدت لبيت أم عاطف أحمل بيدي كيس «شميمتُه» أحمل أطراف الحمار بشعرها وشحمها ولحمها، ولم يكن معي أدوات لاستخراج نخاع عظم الحمار، وبعد جهد، وجدت نفسي أضع فمي على العظم من أحد أطرافه، وأنفخ داخله، ليخرج من الجهة الأخرى سائل خاثر، هو العلاج المطلوب.. ولا يمكنني ان أصف شدة مرارة العظم الذي كان في فمي وأنا أنفخ، لقد استمرت «النمنمة» في شفاهي ومقدمة فمي لمدة ثلاثة أيام، من شدة المرارة..!! وكانت أم عاطف تدهن العلاج على ركبة وعد، ولم يمض وقت طويل، وتمت عملية بتر لساق وعد (كان وعد أشقر، يعزف لنا على العود ويغني ريدها ريدها)، فاكتشفت عندئذ بأن المرض كان «خبيثا»، وأن علاج الختيارات لم ينفع... ثم انتقل وعد الجميل إلى رحمة الله، فرحمه الله ورحم أم عاطف.

الأسماء حقيقية، والأفعال أيضا، وتلك المرارة مألوفة بدورها وحقيقية، تعود لنا في حياتتا لكن بأشكال أخرى، لكنها تصبح بطعم «حلو» حين نصبر، وتمرّ.. دوما تمرّ.

نحن في الأردن موعودون دوما بالأجمل، وكثيرا يتسلل الخبث إلى وعودنا، لكننا في هذا البلد «الحلو»؛ نصبر، وصدقوني بأننا ننجح «دوما».








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع