زاد الاردن الاخباري -
أظهرت الأبحاث الحديثة أنه يمكن للجسم البشري امتصاص بعض المغذيات من الهواء مباشرة، في ظاهرة لم تكن معروفة على نطاق واسع من قبل.
وبحسب مجلة (Advances in Nutrition)، يُطلق على هذه المغذيات المستنشقة اسم "المغذيات الهوائية" (Aeronutrients) لتمييزها عن المغذيات التي يتم امتصاصها عبر الجهاز الهضمي.
على الرغم من أن معظمنا يربط المغذيات بالغذاء، إلا أن هناك أدلة قوية تشير إلى أن الإنسان يمكنه امتصاص مغذيات مثل اليود والزنك والمنغنيز وبعض الفيتامينات من الهواء.
هذه الفكرة مدعومة بالبيانات العلمية المنشورة، ما يجعلها تبدو أكثر من مجرد فرضية. فلماذا لم يسمع الكثير عن ذلك حتى الآن؟
الهواء كإمداد غذائي مستمر نستنشق نحو 9,000 لتر من الهواء يوميًا، أي ما يعادل 438 مليون لتر طوال حياتنا. ولأن التنفس لا يتوقف أبدًا، فإننا نتعرض باستمرار لمكونات الهواء، حتى وإن كانت بكميات ضئيلة، مما يساهم بشكل تدريجي في امتصاص المغذيات عبر أجهزة التنفس.
على الرغم من أن الأبحاث المتعلقة بتأثيرات الهواء على الصحة كانت تركز في الغالب على التلوث، إلا أن فكرة المغذيات الهوائية تشير إلى أن بعض مكونات الهواء قد تكون مفيدة. على سبيل المثال، الأوكسجين هو عنصر غذائي حيوي رغم أننا لا نتعامل معه كمغذٍ لأنه يدخل أجسامنا عبر التنفس بدلاً من الأكل.
كيف تعمل المغذيات الهوائية؟ تدخل المغذيات الهوائية إلى الجسم عبر شبكات الأوعية الدموية الصغيرة في الأنف والرئتين، ومنطقة الشم (الأنسجة التي تكشف الروائح)، وأعلى الحلق. تكون الرئتان قادرتين على امتصاص جزيئات أكبر بكثير من تلك التي يمكن للجهاز الهضمي امتصاصها. وهذا ما يفسر سبب تأثير الأدوية التي يتم استنشاقها (مثل الكوكايين والنيكوتين والمخدرات الأخرى) بسرعة أكبر وبتركيزات أقل بكثير مقارنة بما إذا تم تناولها عن طريق الفم.
دراسات تدعم الفكرة تشير الدراسات إلى أن العمال الذين تعرضوا لليود في الهواء كان لديهم مستويات أعلى من اليود في دمائهم وبولهم.
كما أظهرت دراسة حديثة في أيرلندا أن الأطفال الذين يعيشون بالقرب من مناطق غنية بالطحالب البحرية، والتي تحتوي على مستويات أعلى من اليود في الهواء، كانت لديهم مستويات أكبر من اليود في البول مقارنةً بالأطفال في المناطق الأخرى.
مغذيات هوائية أخرى تشير الأبحاث أيضًا إلى أن المغذيات مثل المنغنيز والزنك يمكن أن تدخل الدماغ عبر الأعصاب التي تكشف الروائح في الأنف. علاوة على ذلك، تبين أن الفيتامين B12 يمكن استنشاقه في صورة رذاذ لعلاج نقص الفيتامين B12، مما يعد مفيدًا للأشخاص الذين يعانون من نقصه مثل النباتيين والمسنين.
الخطوات المستقبلية لا يزال هناك الكثير من المجهول في هذا المجال. من المهم إجراء مزيد من الدراسات لفهم المكونات المفيدة في الهواء في البيئات الطبيعية مثل الغابات والجبال والمناطق الساحلية. في المستقبل، قد يتضمن نظامنا الغذائي استنشاق بعض المغذيات كجزء من العادات الصحية اليومية.