زاد الاردن الاخباري -
توفي شالوم ناغار، حارس السجن الذي أشرف على إعدام أدولف آيشمان، عن عمر يناهز 86 عامًا.
كان ناغار قد أشرف على عملية شنق آيشمان بعد إدانته بدوره في تنظيم المحرقة النازية، التي أسفرت عن مقتل العديد اليهود.
وعلى الرغم من مرور سنوات على تلك اللحظة المأساوية، ظل ناغار يعاني من كوابيس مرعبة تتعلق بشكل آيشمان المنتفخ وصوت الهواء المحبوس الذي تسرب من جسده عندما تم إنزاله من الحبل.
وذكر ناغار في تصريحات سابقة له أنه لم يكن يريد أن يكون هو الشخص الذي ينفذ حكم الإعدام، لكن تمت إقناعه بعد أن شاهد صورًا للفظائع التي ارتكبها النازيون ضد الأطفال .
آيشمان كان قد فر إلى الأرجنتين بعد هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، إلا أنه تم القبض عليه من قبل الموساد في عام 1960. وبعد أن تم تهريبه سراً إلى إسرائيل، وُضع على محاكمة في القدس، ثم أُعدم في 1 يونيو 1962، بعد فشل محاولته الاستئناف.
ناغار كان من بين 22 من موظفي السجون الذين تم اختيارهم بعناية لمراقبة آيشمان خلال محاكمته التي استمرت ستة أشهر، وقد أُطلق عليهم "حراس آيشمان" بعد تلك التجربة.
وبعد إعدام آيشمان، تولى ناغار مهمة إزالة جثته من الحبل، ووصف المظهر "المروع" لجثة آيشمان، حيث كانت عيناه منتفختين ولسانه بارزًا. وعندما تم رفع جسده، سمع صوتًا مروعًا صادرًا من فمه نتيجة لخروج الهواء المحبوس في جسده.
وتكمل المهمة التي كُلف بها ناغار بحمل الجثة إلى المحرقة لتُحرق، وهو نفس الأسلوب الذي كان يُستخدم للتخلص من جثث ضحايا المحرقة النازية.
ووفقًا له، فقد عانى من صعوبة في المشي بسبب الصدمة النفسية التي تعرض لها بعد هذا الحدث. كما عانى من كوابيس مزعجة استمرت لعدة أشهر بعد الإعدام.
أدولف آيشمان والسجان شالوم ناغار
ناغار، الذي وُلد في اليمن عام 1936 وهاجر إلى إسرائيل وهو في الثانية عشرة من عمره، كان قد خدم كجندي في وحدة المظليين التابعة للجيش الإسرائيلي قبل أن ينضم إلى مصلحة السجون الإسرائيلية. بعد تقاعده من الخدمة، عاد إلى إيمانه الديني وامتهن الذبح الطقسي.
على الرغم من أنه ظل لعقود يحتفظ بصمته حول دوره في إعدام آيشمان خوفًا من الانتقام من قبل النازيين الجدد، إلا أنه قرر في وقت لاحق التحدث عن تجربته وقال: "ماذا كان علي أن أخاف؟".
كان آيشمان أحد كبار الضباط في الحزب النازي، وكان مسؤولًا عن ترحيل ملايين اليهود إلى معسكرات الإبادة في بولندا المحتلة. وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية، تم احتجازه في معسكرات أسرى الحرب، إلا أنه تمكن من الهروب إلى الأرجنتين حيث عمل في وكالة لبيع السيارات.
من جهته، كان الباحث سيمون فيزنتال قد لعب دورًا محوريًا في تحديد مكان آيشمان في الأرجنتين. وتم تجسيد عملية القبض عليه في فيلم "عملية نهائية" الذي صدر عام 2018، حيث أدا دور آيشمان الممثل البريطاني بن كينغسلي.