وقف إطلاق النار على جبهة لبنان أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الإسرائيلية، حيث انقسمت الآراء بين من يراه خطوة استراتيجية ناجحة، ومن يعتبره تفويتاً لفرصة ذهبية لتعزيز النفوذ الإسرائيلي ، ورغم أن الاتفاق أتاح لإسرائيل تحقيق هدف استراتيجي يتمثل في فك الارتباط بين ساحتي القتال في لبنان وقطاع غزة، إلا أنه يعكس وفقاً لبعض التحليلات، فرصة مهدرة لتعزيز اليد الطولى لإسرائيل في مواجهة حزب الله ، وبالطبع الاتفاق لا يشمل إيران، الطرف الداعم لحزب الله، مما يعني أن طهران ستواصل تعزيز نفوذها في لبنان عبر ترميم قدرات حزب الله العسكرية ، وترى بعض التحليلات أن إيران ستستغل وقف إطلاق النار لتعزيز موقعها الاستراتيجي في المنطقة، مما قد يعقد جهود تحقيق استقرار طويل الأمد ، وعلى الصعيد الداخلي، يتهم البعض القيادة الإسرائيلية بتغليب مصالحها السياسية على المصالح الأمنية، حيث يُعتقد أن رئيس الوزراء يسعى لتجنب أي قرارات قد تهدد ائتلافه الحاكم، خاصة مع اقتراب موعد محاكمته ، وهذه الحساسيات السياسية جعلت من ملف غزة أولوية أكثر تعقيداً مقارنة بلبنان، رغم التشابه في التحديات الأمنية ، ومن وراء الكواليس، يبرز الدور الأمريكي كعامل حاسم في إبرام الاتفاق ، فالرئيس الأمريكي المنتخب، الذي يتبنى رؤية واضحة لإنهاء النزاعات في المنطقة، كان له تأثير مباشر في دفع الأطراف نحو وقف إطلاق النار ، وهذا التدخل يعكس أهمية العامل الدولي في رسم ملامح المرحلة القادمة ، ورغم الإعلان عن وقف النار، لا تزال هناك شكوك كبيرة حول مدى صمود الاتفاق، خاصة بين سكان المناطق الحدودية في الشمال، الذين يطالبون بضمانات لعدم تكرار القصف ، واستطلاعات الرأي تشير إلى انقسام في المواقف الشعبية، حيث تدعم أغلبية صفقة تبادل الأسرى، بينما لا يثق العديد في قدرة وقف إطلاق النار على الصمود ، و
يبقى السؤال مفتوحاً حول ما إذا كان وقف إطلاق النار مع حزب الله خطوة تمهد لاستقرار طويل الأمد، أم أنها مجرد استراحة قصيرة في مواجهة مفتوحة ؟! وفي كلتا الحالتين، فإن إسرائيل تواجه تحديات استراتيجية وسياسية تتطلب إدارة دقيقة ومتوازنة، لضمان تحقيق مكاسب دائمة في ساحة صراع معقدة ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .