محبـــوب قلبك بالهــوى ســميتني
كانت فلسطين الوطن الحبيب، موطن الزيتون والزعتر، حيث تناغم الطبيعة مع الحلم، لكن هذا الحب أصبح مأساة حين قرر الاحتلال أن ينهي السلام
ومن بعـد مـا ســميتنـي ســميتـني
سماها المحتل أرضًا بلا شعب، ونادى العالم بما أراد، لكن أسماؤها الحقيقية ظلّت محفورة في القلوب: القدس، يافا، حيفا، وعكا
عليتنــي عجوانحــك فــوق السـمـا
حلّق حلم العودة عاليًا، حلم أبناء المخيمات الذين يعيشون على أمل رؤية أرضهم من جديد
ومن بعـــد مـا عليتنـــي عليتنـــي
لكن كل مرة ترتفع الأحلام، تأتي أوجاع الواقع لتسحبها إلى القاع، كما لو أن العالم يصرّ على إبقاء الفلسطيني حبيس معاناته
جريتنــي من الظلــم بـ ميل العمـى
عاش الفلسطينيون نكبة بعد نكبة، من تهجير قسري إلى حياة المنفى، وكأنهم أعمى يقاد إلى مجهول لا نهاية له
ومـن بعـد مـا جريتنــي جريتنــي
ورغم الظلم، جرتهم الحياة نحو النضال، نحو التمسك بحقهم وبإرثهم، في وجه كل المحاولات لطمس هويتهم
عودتني اقضي حياتي بالسـجون
أصبح السجن مصيرًا لكثيرين، يقضون حياتهم بين جدرانه، لأنهم تجرأوا على أن يحلموا بالحرية
لاعطف صافي ولاقلب يخفق حنون
ورغم القسوة التي واجهها الفلسطينيون، لم يجدوا في كثير من الأحيان حضنًا عالميًا يحتوي معاناتهم، وظلوا وحدهم في مواجهة مصيرهم
التغريبة الفلسطينية ليست مجرد كلمات أو أبيات، بل هي نبض شعب، وقصة أمة لن تتوقف عن الكفاح، مهما كانت القيود
سـليتنــي بلغــة جفونـك والعيــون
سُلِّب الفلسطينيون أحلامهم، بلغة الصمت والتهديد، وبعينين تدمعان لرؤية وطن يُقتطع منه جزءًا بعد جزء
تركتهم الأيادي الغريبة بلا وطن، بلا أمان، تتقاذفهم رياح الغربة والمنافي
يـا ريتنـي مـا جيـت زرتـك بالـمزار
كل زيارة لوطنٍ لم يبقَ منه سوى الأطلال تفتح جرحًا جديدًا، وذكريات عن طفولة بريئة قضت بين الحقول
وذكرتنــي بأيـام مـا كنّـــا زغـــــــار
ذكريات اللعب في أزقة القرى، صوت الأذان بين التلال، وضحكات الجيران قبل أن تُمحى بالدمار
فلسطين ليست مجرد أرض، بل هي ذاكرة محفورة في القلب، أسرار لا يستطيع الزمن محوها
ومـن بعـد مـا خَلِيتنــي خَلِيتنـــي
ومع كل بوح، يعود الألم مضاعفًا، كل ذكرى تتحول إلى وجع جديد
يا ليت الليالي بقيت كما كانت، يا ليتنا لم نفترق بين جدران المخيمات وحدود المنافي
وغنيتلك نغمات قلبي إللّي انكوى
أغاني الشوق للوطن لا تزال تُغنّى في الأفراح والأتراح، تحمل ألحان الأمل والحسرة
جليتني تـ صرت أعلى من الهـوى
فلسطين رفعت شعبها عاليًا بحبهم لها، لكن هذا الحب صار عبئًا في وجه العالم الذي يغمض عينيه
كانت الحياة مليئة بالفرح قبل النكبة، قبل أن تتحول السعادة إلى ذكريات تؤلم القلب
قلبي احترق ياصاحبي وقلبك بكي
الألم مشترك بين كل فلسطيني، بين من بقي ومن رحل، بين من رأى الوطن ومن حُرم منه
ملّيتنـي لمـز وصفـا وغمــز وحكـي
وكأن العالم يلوم الفلسطيني على نكبته، ويتنكر لحقه المشروع
يـا ريت مـا مليتنـــي ومليتنـــي
كم تمنوا لو أنهم لم يصبحوا شعبًا محاصرًا بالأسئلة والاتهامات
وحيـاة عينـك بعدنــا بدم الشبـاب
ورغم كل شيء، شباب فلسطين يعدون حياتهم بالمقاومة والحب
بعـاهدك للمــوت رح نبقى حبــاب
الوعد الأبدي بين الفلسطيني ووطنه، ألا يُنسى، ألا يُترك، مهما طال الزمن
حليتني يا زين من رشف الرضـاب
فلسطين جميلة رغم جراحها، وتظل ماءً يروي الروح
ومن بعـد مـا حليتنــي حليتنــي
لكن هذه الحلاوة تحمل مرارة الفقد، مرارة الغياب
فلسطين ليست سلاحًا فقط، بل نظرات عشق وصمود ترعب أعداءها
يـا ريت مـا غليتنـــي وغليتنـــي
يا ليت هذا الحب العظيم لم يصبح عبئًا ثقيلًا في زمن الخذلان
صورتـــك بالقلــب بعـــدا معـلقـــــة
صورتها حاضرة دائمًا، تتلألأ في أحلام العودة
علمتنـي حـــب الشقـى
علمتهم النكبة كيف يحبون رغم الألم، كيف يصبرون رغم القهر
ومن كثــر مـا شليتنــي شليتنــي
لكن كل هذا الحب يجعل الجراح أعمق
بكـــرم الله وحده نعـــود من بعــد السـنين
صليتنــي بنيــران حبـــك هالثمـين
كل يوم في الشتات يمر كأنه دهر، ثقيل على القلب
زودتنـــي بحسـرات بتهــد البنــــى
هذه الحسرة هدمت الكثير، لكنها لم تهدم الروح
وهميتنــي من كثــر مــا هميتنـــــي
ورغم كل ذلك، يبقى الفلسطيني مؤمنًا بأن الغد يحمل وعد العودة............الكاتب : ايمن حسين الزيودي
Aymanalzioud2017@gmail.com